متى يأتي حضور الرب لحياتنا؟


متى يأتي حضور الرب لحياتنا؟

"الجزء الأول"

القس عاطف عبد النور

المُقدمة:

يُفتش الكل عن كيف يجلب حضور الرب لحياته فالكنائس المحلية تأتي بالخدام الممسوحين الذين يمتلكوا مواهب روحية وخاصة"موهبة الشفاء" ويقوموا بتوزيع الدعوات على الناس ويمتلئ المكان بالحضور ويفرح راعي الكنيسة بالعدد الهائل وينتعش قلبه بأن هذا العدد سوف يستمر بكنيسته المحلية التي يراعها ولكن في الاجتماع الثاني يحدث ما لم يتوقعه الكنيسة رجعت كما كانت.

وهناك صرخات من قلوب مشتاقة وعطشانة تخرج من أمناء كثيرين على الأرض يريدوا أن يروا حضور الرب واضح وملموس بطريقة عجيبة، وهناك قلوب متواضعة بالصوم والصلاة تطلب هذا الحضور أن يأتي ويرددوا في صلاتهم قائلين:"نريد حضورك يارب كما في يوم الخمسين تأتي به على حياتنا"

أنا واحد من الذين كانوا يُصلوا هذه الصلاة وكأن يوم الخمسين لابد أن يحدث مرة أخرى وَنسيت بأنني أعيش كل يوم في يوم الخمسين. 

 

السؤال الهام: هل هناك طريقة أو طرق تأتي بحضور الرب لحياتنا كخدام ورعاة ومرسلين وأعضاء في جسد المسيح، لكنائسنا المحلية، لبلدنا، لاقتصادنا، لشفاءنا، لخلاص نفوس، لحصاد كثير يأتي لملكوت الرب يسوع المسيح؟ هل مِن حلول نرى من خلالها الحضوري الإلهي؟ دعونا الآن نري ما تقوله لنا كلمة الله في هذا الموضوع وهو:"متى يأتي حضور الرب لحياتنا؟"

القراءة الكتابية:

(أع4: 23ــ31) وَلَمَّا أُطْلِقَا أَتَيَا إِلَى رُفَقَائِهِمَا وَأَخْبَرَاهُمْ بِكُلِّ مَا قَالَهُ لَهُمَا رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ. فَلَمَّا سَمِعُوا،  وَلَمَّا أُطْلِقَا أَتَيَا إِلَى رُفَقَائِهِمَا وَأَخْبَرَاهُمْ بِكُلِّ مَا قَالَهُ لَهُمَا رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ. فَلَمَّا سَمِعُوا، رَفَعُوا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ صَوْتًا إِلَى اللهِ وَقَالُوا:«أَيُّهَا السَّيِّدُ، أَنْتَ هُوَ الإِلهُ الصَّانِعُ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا، الْقَائِلُ بِفَمِ دَاوُدَ فَتَاكَ: لِمَاذَا ارْتَجَّتِ الأُمَمُ وَتَفَكَّرَ الشُّعُوبُ بِالْبَاطِلِ؟ الْقَائِلُ بِفَمِ دَاوُدَ فَتَاكَ: لِمَاذَا ارْتَجَّتِ الأُمَمُ وَتَفَكَّرَ الشُّعُوبُ بِالْبَاطِلِ؟ قَامَتْ مُلُوكُ الأَرْضِ، وَاجْتَمَعَ الرُّؤَسَاءُ مَعًا عَلَى الرَّبِّ وَعَلَى مَسِيحِهِ لأَنَّهُ بِالْحَقِيقَةِ اجْتَمَعَ عَلَى فَتَاكَ الْقُدُّوسِ يَسُوعَ، الَّذِي مَسَحْتَهُ، هِيرُودُسُ وَبِيلاَطُسُ الْبُنْطِيُّ مَعَ أُمَمٍ وَشُعُوبِ إِسْرَائِيلَ، لِيَفْعَلُوا كُلَّ مَا سَبَقَتْ فَعَيَّنَتْ يَدُكَ وَمَشُورَتُكَ أَنْ يَكُونَ. وَالآنَ يَارَبُّ، انْظُرْ إِلَى تَهْدِيدَاتِهِمْ، وَامْنَحْ عَبِيدَكَ أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِكَلاَمِكَ بِكُلِّ مُجَاهَرَةٍ، بِمَدِّ يَدِكَ لِلشِّفَاءِ، وَلْتُجْرَ آيَاتٌ وَعَجَائِبُ بِاسْمِ فَتَاكَ الْقُدُّوسِ يَسُوعَ». وَلَمَّا صَلَّوْا تَزَعْزَعَ الْمَكَانُ الَّذِي كَانُوا مُجْتَمِعِينَ فِيهِ، وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَكَانُوا يَتَكَلَّمُونَ بِكَلاَمِ اللهِ بِمُجَاهَرَةٍ.

 

موضوع الحضور الإلهي لحياتنا هام جدا لكل واحد فينا مثل المَجرََّى الذي بدون ماء  الذي مِن المفروض أن يجري فيه.   فكيف يرويِ عطش الناس والحيوان والنبات! هكذا نحن إذا لم تكن حياتنا تسمتع بحضور الرب أي بحباة الفيض والشبع واللمسة لن نستطع أن نصل إلى الاخرين.

 

الحضور الإلهي الذي اتحدث عنه ليس المقصود به دغدغة للمشاعر أو لمسة في ترنيمة أو في اجتماع أو نشوة فرح تنتهي بمجرد خروجي من حضور اجتماع أو صلاة في المخدع ولكن الحضور الإلهي الذي اقصدهُ هو حياة الفرح والانتصار والغلبة على كل على كل ما يواجه حياتي هنا في الأرض وأنا لا أقول بأننا سنُصبح كائنات ملائكية تطير وتحلق هنا وهناك أو مثل ما نراه في برامج الأطقال سوبرمان، وباتمان، والرجل العنكبوتي.

 

كلا الحقيقة الكتابية تقول بأننا بشر مصنوعين من الطين ولكن لنا الكنز الموجود في هذا الإناء الخزفي الضعيف(2كو4: 7) وَلكِنْ لَنَا هذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ، لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ ِللهِ لاَ مِنَّا. إذن نحن ليس ضعفاء بل فينا ما يُعالج هذا الضعف البشري وهو السر العجيب" هذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ،"وَمَنْ هذا الكنز؟ هو شخص الرب يسوع فنحن لم نعد أواني فارغة ولا أواني ضعيفة بل فينا القوة التي نأخذها من الكنز حتي نُدرك تماما أن هذه القوة مصدرها" لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ ِللهِ لاَ مِنَّا".

السؤال متى يأتي حضور الرب لحياتنا؟ أو كيف نستمتع بحضور الرب في حياتنا؟

v  لما الرب يسوع يدخل ويسكن في حياتنا(يو14: 23) أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:«إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كَلاَمِي، وَيُحِبُّهُ أَبِي، وَإِلَيْهِ نَأْتِي، وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلاً. سيتحول القلب إلى بيت أي شكن أو سكن مكان لحضوره، مكان لراحته، مكان لذته، الرب يسوع كان يستريح في بيت"مرثا ومريم اختا العازر" هل استراح الرب يسوع في قلوبنا وصنع منا منزل؟ فبدون القبول والترحيب بشخص الرب يسوع أن يأتي لحياتنا ليس كضيف كما لو كان شخص عابر وَمُسافر هو يشتاق أن يصنع من حياتنا حضور رائع لشخص ولكن علينا أن نفعل كما قال يوحنا المعمدان:"اعدوا طريق الرب".

 

نحن بحاجة إلى قرار صريح وواضح أن يصنع هو من حياتنا منزل رائع بحسب طريقته هو وليس بحسب طريقتنا وهذه الطريقة هي بالحب + والعمل بالكلمة = صناعة المنرل الروحي للآب والابن والروح القدس.

 

تخيل الإله العجيب الذي لا تسعه السماء والأرض:"السماء كرسيه، والأرض موطىء قدميه" هو يستريح فقط في قلوبنا بناءًا على الحب والعمل بالكلمة بأن نرحب به من جديد لا نريد أن نراه واقفاً يقول لنا كؤمنين وكخدام وكرعاة وكمرسلين:"ها أنا واقف على الباب وأقرع...".

 

دعوة لنا كُلنا أن نتوقف عن نشاطاتنا الروحية ونهضاتنا الجسدية وخدماتنا اليومية ونعطيه الفرصة مرة أخرى ونرحب به مرة ثانية كما رحبنا به في بداية حياتنا ووهو راح يرجع مرة ثانية.

 

التابوت كان موجود والشعب صرخ للدرجة الأعداء سمعوا صوت شعب الرب وكان تركيزهم على التابوت ولكن إله وصاحب التابوت لم يكن موجود والنتيجة رجعوا منهزمين ومات منهم الكثير.

 

أحبائي: يوجد وقت أن نطلب ما قاله موسى:"إن لم يسر وجهك أمامنا فلا تُخرجنا من هذه الأرض".  الرد العجيب من الرب:"وجهي يسير فأريحك".

صلاة

 يارب: أنا بحاجة لحضورك لا  لأجل خدمتي ولا أن تستخدمني بل ان في حاجة لحضورك لأني عطشان إليك لكي تكون حياتي فياضة وفرحان ومنتصرة نتيجة العلاقة الحميمة معك ردني إليك من تاني ردني لحضورك فنفسي كأرض يابسة مُشققة تحتاج لسيول حضورك أغمرني بحبك من جديد وطبب قلبي المريض فأعود واطلبك من جديد في اسم يسوع أمين.

 

 

 

 



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6