1. المقدمة:
قصة: كان فيه مقاول اسمه جرجس صار مؤمن حقيقي في شخص الرب يسوع وأصبح مؤمن غيور وخادم للرب وكرس كل ما يَملك للرب يسوع المسيح، ولكن في يوم من الأيام ضعف روحياً، ورجع إلى حياته الأولى فصار مع شلة السوء يشرب المخدرات ويسكر وفي يوم من الأيام كان هناك عطاء مطروح من إحدى الشركات فكان يتمنى أن يأخذ هذا العطاء وهو جالس مع أصدقاء السوء قال له واحد فيه واحدة ساحرة لما تذهب عندها راح تحل لك هذا الأمر وعطاء الشركة أنت تأخذه وأعطاه العنوان والتليفون وبالفعل ذهب وكان للساحرة سكرتيرة(مديرة أعمالها) تُنظم وترتب لها المواعيد ودور كل واحد متى يدخل على الساحرة ولما دخل البيت وجلس مع الناس كان في البيت صراخ شديد من قبل الساحرة:" أبعدوه عني مش عارفة اشتغل" وكانت تصرخ بشدة وتركت تحضيرها للأرواح وراحت بين الناس المنتظرة وأشارت عليه بيدها وهي لا تعرفه ولكن الروح الذي فيها هو يعرفه وقالت:"أنت ... أنت يا جرجس الحل مش عندي ولكن الحل عند يسوع اللي يُحبك". ولما خرج جرجس من عند الساحرة قال هذه الكلمات:"خمس سنوات وأنا بعيد عنك ونسيتك وأنت مش ناسيني". وصارت الدموع تنزل من عيونه ورجع للرب.
2. فكرة:
نحن نعرف كمؤمنين مخلصين أن الله الآب يستطيع كل شيء ولا يعسر عليه أمر ولكن توجد أشياء في الكتاب المقدس لا يقدر أن يفعلها الله بالبساطة لأنها ضد طبيعته أو صفاته ومنها:
الأشياء التي لا يقدر أن يفعلها الله
( الله لا يَنْسَّى)
س1. لماذا الله لا يقدر أن يَنْسَّى؟
· لأن النسيان ضد طبيعة الله فهو: الكلي المعرفة ـ الكلي القدرة ـ فالنسيان لا يتوافق مع محبته، ورحمته، ومواعيده، والنسيان من طبيعة البشر المحدودين.
· لأن النسيان خطية حذر من الله وحاشا لله أن يُخطئ(تث 8: 11) اِحْتَرِزْ مِنْ أَنْ تَنْسَى الرَّبَّ إِلهَكَ وَلاَ تَحْفَظَ وَصَايَاهُ وَأَحْكَامَهُ وَفَرَائِضَهُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ.
· ما المقصود في عنوان المزمور"موت الابن"؟ معناه "أسرار الابن" فهو لحن موسيقى معروف "لحن صوت العذارى" كما في عنوان مزمور46 الذي يقول"لإمام المغنين. لبني قورح.على"الجواب" أي على لحن"صوت العذارى" مثل ترنيمتين على نفس اللحن.
· ماذا يقصد بكلمة"المساكين" في هذا المزمور؟ ليست تُعني طبقة من الناس الفقراء المعوذين بل معناها "المتضايق ـ المظلوم ـ الشخص الذي وقع عليه ظلم وصار مثل القمح الذي يقع بين حجري الرحى) فهي تختلف عن كلمة" المساكين" في(مت 5: 3) «طُوبَـى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. فاِلْمَسَاكِينِ هنا معناها"الأشخاص المتواضعون ـ الودعاء المنكسرين الذين بحاجة إلى الله بالروح).
· المزامير معناها"زمر) أي يغني أو ينشد على المزمار أو على الآت موسيقية أخرى وهي كتبت في أوقات الحزن، الفرح، الضيق، النصر، الهزيمة، الزواج، في السبي،فهي اختبارات حقيقية في ظروف مختلفة من أشخاص مختلفين.
· ما الذي لا يقدر أن ينساه الله؟
· الله لا يقدر أن ينسى أولاده
1. لا ينسى أولاده في ضيقهم:
أ. (إش 63: 9) فِي كُلِّ ضِيقِهِمْ تَضَايَقَ، وَمَلاَكُ حَضْرَتِهِ خَلَّصَهُمْ. بِمَحَبَّتِهِ وَرَأْفَتِهِ هُوَ فَكَّهُمْ وَرَفَعَهُمْ وَحَمَلَهُمْ كُلَّ الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ.
ب. (مر 4: 28)وَكَانَ هُوَ فِي الْمُؤَخَّرِ عَلَى وِسَادَةٍ نَائِمًا. فَأَيْقَظُوهُ وَقَالُوا لَهُ:«يَا مُعَلِّمُ، أَمَا يَهُمُّكَ أَنَّنَا نَهْلِكُ؟»
ت. (أع 12: 8)" وَقَالَ لَهُ الْمَلاَكُ:«تَمَنْطَقْ وَالْبَسْ نَعْلَيْكَ». فَفَعَلَ هكَذَا. فَقَالَ لَهُ:«الْبَسْ رِدَاءَكَ وَاتْبَعْنِي».
2. لا ينسى أولاده في كل مشاكلهم:
أ. ( مت 10: 30) وَأَمَّا أَنْتُمْ فَحَتَّى شُعُورُ رُؤُوسِكُمْ جَمِيعُهَا مُحْصَاةٌ. معناها كل شعرة مرقمة وُضع عليها رقم
ب. (لو 21: 18، 29) وَلكِنَّ شَعْرَةً مِنْ رُؤُوسِكُمْ لاَ تَهْلِكُ.أَلَيْسَ عُصْفُورَانِ يُبَاعَانِ بِفَلْسٍ؟ وَوَاحِدٌ مِنْهُمَا لاَ يَسْقُطُ عَلَى الأَرْضِ بِدُونِ أَبِيكُمْ.
3. لا ينسّى كل ما قدموه أولاده
أ. (مت 10: 41ـ 42) مَنْ يَقْبَلُ نَبِيًّا بِاسْمِ نَبِيٍّ فَأَجْرَ نَبِــيٍّ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَقْبَلُ بَارًّا بِاسْمِ بَارّ فَأَجْرَ بَارّ يَأْخُذُ، وَمَنْ سَقَى أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ كَأْسَ مَاءٍ بَارِدٍ فَقَطْ بِاسْمِ تِلْمِيذٍ، فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لاَ يُضِيعُ أَجْرَهُ».
ب. (لو 21: 1ـ 4) وَتَطَلَّعَ فَرَأَى الأَغْنِيَاءَ يُلْقُونَ قَرَابِينَهُمْ فِي الْخِزَانَةِ، وَرَأَى أَيْضًا أَرْمَلَةً مِسْكِينَةً أَلْقَتْ هُنَاكَ فَلْسَيْنِ. فَقَالَ: «بِالْحَقِّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هذِهِ الأَرْمَلَةَ الْفَقِيرَةَ أَلْقَتْ أَكْثَرَ مِنَ الْجَمِيعِ، لأَنَّ هؤُلاَءِ مِنْ فَضْلَتِهِمْ أَلْقَوْا فِي قَرَابِينِ اللهِ، وَأَمَّا هذِهِ فَمِنْ إِعْوَازِهَا، أَلْقَتْ كُلَّ الْمَعِيشَةِ الَّتِي لَهَا».
ت. (عب 6: 10)لأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَالِمٍ حَتَّى يَنْسَى عَمَلَكُمْ وَتَعَبَ الْمَحَبَّةِ الَّتِي أَظْهَرْتُمُوهَا نَحْوَ اسْمِهِ، إِذْ قَدْ خَدَمْتُمُ الْقِدِّيسِينَ وَتَخْدِمُونَهُمْ
· الله لا يقدر أن ينسى خليقته بل لا ينسّى أدق التفاصيل عن خليقته
- العصافير:
ث. (مت 10: 29) أَلَيْسَ عُصْفُورَانِ يُبَاعَانِ بِفَلْسٍ؟ وَوَاحِدٌ مِنْهُمَا لاَ يَسْقُطُ عَلَى الأَرْضِ بِدُونِ أَبِيكُمْ.
ج. (لو 12: 6) أَلَيْسَتْ خَمْسَةُ عَصَافِيرَ تُبَاعُ بِفَلْسَيْنِ، وَوَاحِدٌ مِنْهَا لَيْسَ مَنْسِيًّا أَمَامَ اللهِ؟
المقاييس(إش 40: 12ـ 14) مَنْ كَالَ بِكَفِّهِ الْمِيَاهَ، وَقَاسَ السَّمَاوَاتِ بِالشِّبْرِ، وَكَالَ بِالْكَيْلِ تُرَابَ الأَرْضِ، وَوَزَنَ الْجِبَالَ بِالْقَبَّانِ، وَالآكَامَ بِالْمِيزَانِ؟ مَنْ قَاسَ رُوحَ الرَّبِّ، وَمَنْ مُشِيرُهُ يُعَلِّمُهُ؟
· ما معنى(مز 9: 10 الجزء الأخير؟"لأَنَّكَ لَمْ تَتْرُكْ طَالِبِيكَ يَا رَبُّ".؟" كلمة لَمْ تَتْرُكْ ـ أي لم تُهمل ـ لم تنسّى
· المرنم في هذا المزمور لديه اختبار حقيقي عن مَنْ هو الرب!
· النسيان الوحيد الذي يفعله الله الآب معنا هو يتناسّى خطايانا كأننا لم نفعل خطية عندما غفر لنا خطايانا بواسطة دم الرب يسوع المسيح
1. (مز 103: 1ـ 3) بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ، وَكُلُّ مَا فِي بَاطِنِي لِيُبَارِكِ اسْمَهُ الْقُدُّوسَ. الَّذِي يَغْفِرُ جَمِيعَ ذُنُوبِكِ. الَّذِي يَشْفِي كُلَّ أَمْرَاضِكِ كلمة غفر الشيء معناه ستره تماماً وكأني لم أفعله
2. (ميخا 7: 18ـ 19) مَنْ هُوَ إِلهٌ مِثْلُكَ غَافِرٌ الإِثْمَ وَصَافِحٌ عَنِ الذَّنْبِ لِبَقِيَّةِ مِيرَاثِهِ! لاَ يَحْفَظُ إِلَى الأَبَدِ غَضَبَهُ، فَإِنَّهُ يُسَرُّ بِالرَّأْفَةِ. يَعُودُ يَرْحَمُنَا، يَدُوسُ آثَامَنَا، وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ. ما معنى "وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْر جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ"؟ يُلقي بها بعيداً لا يعود يراها
س. هل تثق في هذا الإله العظيم الذي يحبك ويهتم بك؟ لا تلقي اللوم على الله الآب! بل تعال من جديد وتأمل كم أنت غالي على قلبه هو قدم أبنه لأجلك هو مش ممكن ينساك هو مشغول بيك هو حاسس بكل مشاكلك وظروفك وأوجاعك وآلامك ولكن المهم نحن جميعاً لابد أن نسأل أنفسنا سؤال هام جدا: هل أنا وأنت نفكر في شخص الله الآب بمقدار تفكيره فينا؟ كم مرة نسينا الرب ولكن هو مش ناسينا تذكر أنا وأنت مشغولية قلبه وحبه وكيانه لا تسمح للشيطان أن يزرع فيك الشك ويجعلك تلوم الله الآب ونقدر اليوم أنا وأنت نأتي إلى دم الحمل ونعترف ونطلب من هذا الدم أن يُطهرنا من خطية اللوم والشك في محبة الله الآب.
