Fri | 2012.Aug.03

الصخرة المضروبة


وَنَزَلُوا فِي رَفِيدِيمَ. وَلَمْ يَكُنْ مَاءٌ .. فَخَاصَمَ الشَّعْبُ مُوسَى وَقَالُوا: اعْطُونَا مَاءً لِنَشْرَبَ! فَقَالَ..لِمَاذَا تُخَاصِمُونَنِي؟ ( خر ١٧: ١ ، ٢)

كما في حادثة المَن، كذلك في الصخرة المضروبة، كانت خطية الشعب هي الفرصة التي أتاحت ظهور قوة الله ونعمته. لم يكن في رفيديم ماء ليشرب الشعب. وما الذي فعله الشعب؟ هل تشجعوا، لِمَا اختبروه سابقًا من أمانة الله ورعايته لهم بالشفقة، فالتجأوا إليه بثقة طالبين تداخله في الأمر؟ هل ذكَّرهم المَن والسلوى بكمال قدرة يهوه في سد كل أعوازهم؟ هل تعلَّموا بأن الرب هو راعيهم فلا يعوزهم شيء؟ كنا ننتظر أن يصدر منهم هذا كله. ولكنهم عوضًا عن أن يذكروا شفقة الله الماضية عليهم وقدرته الفائقة في سد أعوازهم، نراهم يُخاصمون موسى قائلين: «أعطونا ماءً لنشرب». في تذمرهم وعدم إيمانهم، نظروا إلى موسى كالسبب الوحيد في كل بؤسهم، وكانوا على وشك أن يقتلوه في غضبهم.

لقد تخاصم الإسرائيليون مع موسى، ولكنهم في الحقيقة كما قال موسى قد جرَّبوا الرب قائلين بما فعلوا: «أ في وسَطنا الرب أم لا؟».

كان موسى قائدهم المختار، وبذلك كان مُمثلاً ليهوه أمام الشعب. فمخاصمة موسى ما هي إلا مخاصمة الرب، وتذمرهم عند احتياجهم شيئًا ما هو سوى شك، إن لم يكن إنكار، لحضور الرب في وسطهم. لأنهم لو آمنوا بأن الرب بينهم لتلاشت كل تذمراتهم، ولعلموا يقينًا أن الذي أخرجهم من مصر، وشق لهم مياه البحر الأحمر، وخلَّصهم من فرعون، وقادهم في كل رحلاتهم بعمود من نار ليلاً، وعمود سحاب نهارًا، لا بد وأن يسمع صراخهم في حينه، ويهَبهم ما هم في حاجة إليه.

إن التذمر والشكوى هما من ثمار الشك في مسير الرب معنا. والعلاج الوحيد للتذمرات، ولشِباك الشيطان التي ينصبها لتشتبك فيها أرجل شعب الرب فيفقدون السلام والفرح، هو التمسك الراسخ الوطيد بأن الله معنا، ويقودنا كقطيعه في كل مراحل السفر.

صرخ موسى إلى الرب، والرب سمع صراخه. وبالرغم من خطية الشعب «شقَّ الصخرة فانفجرت المياه. جرَت في اليابسة نهرًا. لأنه ذكرَ كلمة قُدسهِ مع إبراهيم عبدهِ» ( مز 105: 41 ، 42). فالنعمة لم تَزَل تعمل وتسد حاجات الشعب، لا يعيقها عدم أمانته، لأن أمانة الله من نحو شعبه ثابتة إلى النهاية.


ما دُمنا نسير هنا فهو لنا رفيقْ
وروحُه يقودنا وراه في الطريقْ


دينيت



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6