Wed | 2018.Jan.31

إنسانٌ بهِ رُوحٌ نجِسٌ


رُبطَ كَثِيرًا بقُـيُودٍ وَسَلاَسِلَ فَقَطَّعَ السَّلاَسِلَ وَكَسَّرَ القُيُودَ

في هذا المشهد نرى ثلاث قوى فاعلة ومختلفة: الشيطان، والمجتمع، والمُخلِّص. ونفس هذه القوى الثلاث لا تزال تعمل في العالم حتى اليوم، وتحاول السيطرة على حياة الناس:

أولاً: نرى ما يمكن للشيطان أن يفعله في الناس. فالشيطان لص هدفه الأساسي هو أن يُهلك الناس ( يو 10: 10 ؛ رؤ9: 11). لم يُذكـر في النص كيف دخلت الشياطين هذا الرجل، وسيطرت عليه، إلا أنه من المُحتمل أن يكون ذلك بسبب استسلامه للخطية. فالشياطين هي ”أرواح نجسة“ يُمكنها بسهولة أن تجد لها مكانًا في حياة الناس الذين ينغمسون في ممارسات الخطية.

لقد استسلَم هذا الرَجُل للشيطان، لذا خسر كل شيء! فقدَ بيته، وفقدَ الشـركة أيضًا مع عائلته وأصدقائه، وفقدَ آداب السلوك المُتحـضر، إذ كان يجري في المقابر عريانًا، وفقدَ السيطرة على نفسه. لقد عاش كحيوان برِّي، يصـرخ ويُجرِّح جسده، ويُخيف الناس. لقد فقدَ سلامه، وهدفه في الحياة، وكان سيظل في هذه المِحنة لو لم يأتِ الرب ليُنقذه.

ثانيًا: أما القوة الثانية العاملة في هذا الرجل فكانت المجتمع. لكن المجتمع لم يكن قادرًا على أن يفعل الكثير. فبالنسبة لكل ما يستطيع المجتمع عمله للناس الذين يُثيرون المشاكل هو عزلهم، وحراستهم، وإذا لزم الأمر تقييدهم. كذلك كان هذا الرجل يُربَط بقيود، غير أن الشياطين كانت تُعطيه القدرة على كسـر هذه القيود «لأَنَّهُ قَدْ رُبِطَ كَثِيرًا ... فَقَطَّعَ السَّلاَسِلَ وَكَسَّـرَ الْقُيُودَ». بل وحتى محاولات ترويض هذا الرجل كان مصيرها الفشل «فَلَمْ يَقْدِرْ أَحَدٌ أَنْ يُذَلِّلَهُ» ( مر 5: 4 ). فالمجتمع – بالرغم من كل إنجازاته العلمية الرائعة – ما زال عاجزًا عن التعامل مع المشاكل التي يُسببها الشيطان والخطية.

ثالثًا: أما القوة الثالثة فهي قوة المُخلِّص. فما الذي فعله الرب يسوع لهذا الرَجُل؟ أولاً، بكل عطف ومحبة جاء إليه. بل وتحمَّل العاصفة لكي يصل إليه ( مر 5: 22 - 25). ولم يأتِ الرب إليه فقط، بل وتكلَّم معه، وسمح له بأن يُكلِّمَهُ. وبينما كان سكان تلك المنطقة يتجنَّبون هذا الشخص الذي يتسلَّط عليه الشيطان، عاملَهُ الرب بمحبة واحترام «لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ» ( لو 19: 10 ). لقد جاء الرب يسوع ليُخلِّصَهُ، وبقوة كلمته أخرج الشياطين، وحرَّر الرجل.

وارين ويرسبي



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6