Mon | 2018.Jan.29

التعب الحلو


٢٩ اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ.
٣٠ لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ».

أحد السجايا التي أضافت لخدمة بولس المُثمرة رونقًا، وأظهرت في ثمر محبته التاعبة نضارة، أنه كان يخدم بفرح وطيبة قلب. ورغم الأتعاب الوافـرة التي واجهها لم يكن يئن أو يضجر مِن ثقلها، بل اعتبرها نياشين تُزينه. لقد تمَّم بفرح سعيه من أجل مُحفزات شجعته، وبالرغـم من صعوبات واجهته.

أولاً: محفزات جهاده:

(1) أعطى نفسه للرب أولاً: الأساس الذي كانت ترتكز عليه كل خدمة بولس أنه عبد ليسوع المسيح. لقد أنكر ذاته تمامًا، ولم تكن نفسه ثمينة عنده، لأنه قد أعطاها بجملتها لسيده.

(2) يعمل عملاً فاضلاً: كان يُدرك جودة السعي الذي يُنفق فيه حياته، وقد أسمَاه الجهاد الحسن. كان بولس يفهم ما معنى أن يكون عاملاً مع الله ومن أجله، مُقدِّرًا عظمة خدمة الرب يسوع، وربْح النفوس، وبنيان الكنيسة.

(3) تعبه ليس باطلاً: أدرك بولس أن أتعاب خدمته وجهاده سوف ينال عنها مكافآت جليلة أمام كرسي المسيح.

ثانيًا: صلابة جهاده:

(1) أكمَلَ سعيه رغم آلامه الشخصية: بولس كان إنسانًا تحت الالآم مثلنا، يسكن في خيمة ضعيفة، فالطاقة الجسدية محدودة والعمل كثير، لم يستعفِ من أتعاب الجسد المتنوعة التي يطول وصفها، رغم ذلك لم تمنع تلك الآلام تدفق أنهار التعزية التي فاضت على ضفاف قلبه لتغمر آخرين حوله.

(2) أكمَلَ سعيه رغم المقاومة الردية: واجه مقاومة من اليهود، ذات الشعب الذي قاوم الرب نفسه مدفوعين بالغيرة والحقد فهيَّجوا عليه الحكام والجموع، كما قاسى آلامًا كثيرة من الأُمم مثلما حدث معه في فيلبي.

(3) أكمَلَ سعيه رغم ثقل المسؤولية: دائرة مسؤوليات واهتمامات الرسول بولس كانت مُتسعة لدرجة تشمل جميع الكنائس وجميع القديسين. كان مُدركًا أن العمل كبير وهو صغير لكن لم يستعفِ منه بل كان يستند على نعمة الله ويواصل الجهاد بلا كلَل.

الحياة لا تخلو من أثقال ومسؤوليات، لكن ما أحلى تعب من أجل الرب! بالحق نيرُه هيِّن وحمله خفيف.

أيمن يوسف



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6