Mon | 2018.Jan.22

المَوَدَّة الأخويَّة


٥ وَلِهذَا عَيْنِهِ ­وَأَنْتُمْ بَاذِلُونَ كُلَّ اجْتِهَادٍ­ قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ فَضِيلَةً، وَفِي الْفَضِيلَةِ مَعْرِفَةً،
٦ وَفِي الْمَعْرِفَةِ تَعَفُّفًا، وَفِي التَّعَفُّفِ صَبْرًا، وَفِي الصَّبْرِ تَقْوَى،
٧ وَفِي التَّقْوَى مَوَدَّةً أَخَوِيَّةً، وَفِي الْمَوَدَّةِ الأَخَوِيَّةِ مَحَبَّةً.

فى عالم تحوَّل الى غابة امتلأت بالبشـر المتوحشين، أوجد الرب أتقياءه الذين لهم ذات طبيعته وأحشائه. وواحدة من ثمار هذه الطبيعة الإلهية: الْمَوَدَّة الأَخَوِيّة. وهذا ما شرحه الرسول بطرس في فاتحة رسالته الثانية، إذ قدَّم سلسلة جميلة مِن ثمار الطبيعة الإلهية الجديدة، تتوّجها الْمَوَدَّة الأَخَوِيَّة!

ما هى الْمَوَدَّة الأَخَوِيَّة؟ هي المحبة بطريقة عملية وشعور دافئ صادق من جهة إخوتي. وهذه المحبة هي انعكاس للمحبة الحقيقية التي انسكبت في قلوبنا بالروح القدس. قالت ”لِيدِيَّةُ“ للرسول بولس: «إِنْ كُنْتُمْ قَدْ حَكَمْتُمْ أَنِّي مُؤْمِنَةٌ ..، فَادْخُلُوا بَيْتِي وَامْكُثُوا». فَأَلْزَمَتْهم ( أع 16: 15 ). وهذا يختلف تمامًا عن مُجامـلات أهل العالم. وهذه ليست مِنَّا بل بإمكانيات إلهنا الذي قد وهَب لنا «كُلَّ مَا هُوَ لِلْحَيَاةِ وَالتَّقْوَى» ( 2بط 1: 3 - 7).

الْمَوَدَّة الأَخَوِيَّة وأهميتها:

(1) هي التعبير العملي على أننا أولاد الله: فالرسول يوحنا يخاطب أولاد الله قائلاً: «نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا قَدِ انْتَقَلْنَا مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ لأَنَّنَا نُحِبُّ الإِخْوَةَ». وهذه المحبة ليست مجرَّد محبة كلامية، بل محبة صادقة عملية بالعمل والحق، لأن «مَنْ لاَ يُحِبَّ أَخَاهُ يَبْقَ فِي الْمَوْتِ. كُلُّ مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ قَاتِلُ نَفْسٍ» ( 1يو 3: 14 ، 15).

(2) هي إثبات عملي على صحة التعليم: «أَمَّا الْمَحَبَّةُ الأَخَوِيَّةُ فَلاَ حَاجَةَ لَكُمْ أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُمْ عَنْهَا، لأَنَّكُمْ أَنْفُسَكُمْ مُتَعَلِّمُونَ مِنَ اللهِ أَنْ يُحِبَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا» ( 1تس 4: 9 ). الله لم يُعلّمنا الوعظ أولاً، بل علَّمنا أن يُحب بعضنا البعض، كما أحبنا المسيح. فهل أنت مُتعلِّم من الله أن تُحب إخوتك؟

(3) مُصادقة لمعرفة ربنا يسوع المسيح: «لأَنَّ هَذِهِ إِذَا كَانَتْ فِيكُمْ وَكَثُرَتْ، تُصَيِّرُكُمْ لاَ مُتَكَاسِلِينَ وَلاَ غَيْرَ مُثْمِرِينَ لِمَعْرِفَةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ» ( 2بط 1: 8 ).

(4) إطاعة وصية الرب لنا: «وَادِّينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِالْمَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ، مُقَدِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي الْكَرَامَةِ» ( رو 12: 10 ).

أحبائى .. لنراجع أنفسنا في حضرة الرب. هل لنا معرفة كتابية عقلية فقط، أم لنا محبة وموَّدة أخوية قلبية وعملية أيضًا تجاه إخوتنا، مُظهرين لهم أحشاء ربنا يسوع؟ ولا ننسـي ما قاله الرسول بولس: «إِنْ كَانَتْ لِي نُبُوَّةٌ، وَأَعْلَمُ جَمِيعَ الأَسْرَارِ ..، وَإِنْ كَانَ لِي كُلُّ الإِيمَانِ حَتَّى أَنْقُلَ الْجِبَالَ، وَلَكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ فَلَسْتُ شَيْئًا» ( 1كو 13: 2 ).

إيليا كيرلس



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6