Tue | 2018.Jan.16

مُلاقاة الرَّب في الهواء


سَنخطَفُ جَمِيعًا ... لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الـهَوَاءِ

عندما يأتي الربّ يسوع لاختطاف المؤمنين، فإنَّ الأموات في المسيح سيقومون أوَّلاً، وهذه العبارة ”الأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ“ تشمل كل مَن ماتوا في الإيمان بداية من هابيل الصدِّيق، وحتَّى آخر مؤمن يرقد في الإيمان. جميع هؤلاء سيقومون بأجساد مُمجَّدة روحانيَّة. وأمَّا نحن الذين سنكون أحياء عند مجيء المسيح، وفي أجسادنا الترابية، فإنَّنا سنلبس فوقها مسكننا الذي من السماء، وهكذا يُبتلَع المائت من الحياة ( 2كو 5: 4 ).

قد تأتي لحظة الاختطاف الآن وأنتَ تقرأ هذه الكلمات. فإذا حدث هذا، فسيتم في لحظة لقاؤنا مع حبيبنا الذي ارتبطنا به دون أن نراه. وإذ نسمع صوت البوق، ويتم الاختطاف، فإنَّنا سنراه بعيوننا، ونراه كما هو، ونكون مثله!

ومع أنَّ المسيح سوف ينزل من السماء، لكن لا يقول الوحي إنَّه سيصل إلى الأرض، بل نحن الذين سوف نصعد لمُلاقاة الربّ في الهواء. وهكذا يتم اللِّقاء معه في ذات المكان الذي كان مركز قيادة الشيطان عدوّنا، منه يمارس نشاطه، ويشن حروبه الروحيَّة علينا. وما أعظم هذا المدلول بالنسبة لنا نحن الذين عانينا من الشيطان كثيرًا! وبعد اللقاء مع المسيح في الهواء، نصعد مع فادينا إلى السماء، فيتم قول الرسول: «وَإِلَهُ السَّلاَمِ سَيَسْحَقُ الشَّيْطَانَ تَحْتَ أَرْجُلِكُمْ سَرِيعًا» ( رو 16: 20 ).

وما أروع تلك اللَّحظة التي فيها سنترك أمراض الجسد، ومشاكل الحياة، وتجارب العالم، وأحزان الأرض! لن نأخذ معنا شيئًا مِمَّا يخصّ هذا العالم الكئيب، عندما نُخطَف إلى السَّماء! لكن هل نحن ننتظر ونتوقَّع مجيء ربنا يسوع المسيح في لهفة لكي نُنقَذ من الأعداء ونُعفى من الأمراض ونتخلَّص من المشكلات؟ هل لكي ندخل إلى المجد السَّني، أو لكي نحصل على الأكاليل والمكافآت؟ صحيح هذا كله سيحدث عند مجيء المسيح لاختطافنا، ولكن أجمل ما في الأمر أنَّنا سنرى وجه يسوع حبيبنا، وسنكون معه بلا فراق فيما بعد.

بمجرَّد حدوث الاختطاف، وتغيير الأجساد فإنَّنا في اللحظة التَّالية سنكون قد وصلنا إلى السماء. لقد صرنا بالنعمة أهلاً للسماء، نحن الذين ما كنَّا نصلح حتَّى للأرض، بل كنَّا نصلح فقط وقودًا لجهنم. ومن كلمة الله نتعلَّم أنَّنا تأهَّلنا للسماء شرعيًّا بدم المسيح، وأدبيًّا بالولادة من الله، وفِعليًّا سنتأهل بتغيير الأجساد. الأولى حدثت من ألفي عام، والثانية حدثت لحظة التغيير، عندما تعرَّفنا على فادينا بالإيمان؛ والثالثة تنتظر مجيء المسيح في المستقبل القريب، ونراه بالعيان.

يوسف رياض



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6