Tue | 2018.Jan.09

إله التعويضات


أُعَوِّضُ لَكُمْ عَنِ السِّنِينَ التِي أكَـلـَهَا الـجَرَادُ

في يوئيل 2: 3- 10 يَصف النبي الدمار الشامل الذي يلحقه الجراد؛ إنه يأتي كثيفًا كالثلج، يُظلم السماء، حفيف أجنحته كصوت نهر واسع. فكوكه المُتحركة بدون توقف تُحدِث ضوضاء مثل نار آكلة، أو عربات حربية. وفي ساعات قليلة تتقلَّص أمامه الحقول الخضـراء إلى عيدان عارية، أو حتى مجرَّد قش. ولكن أمام هذه الكارثة الرهيبة، وفي وجود الحقول العارية والحصاد المُفسِد، يقول الله: «أُعَوِّضُ لَكُمْ عَنِ السِّنِينَ الَّتِي أَكَلَهَا الْجَرَادُ».

ولكن ألا يوجد جراد من نوعٍ آخر؟ ألا تتعرَّى الحياة الإنسانية - لسبب أو لآخر - مما يبدو وكأنه خسارة لا يمكن تعويضها؟ سنوات من الحزن، المرض، أو بعض أشكال المُعاناة، حين تبدو الحياة مُجرَّدة من كل ما كان يومًا واعدًا: مناطق جرداء، أنتجها فشلنا الشخصي، أو فشل الآخرين؛ فقر يمتد في حياتنا، ولا تستطيع الذاكـرة استرجاعـه بدون غصَّة في الحلق وقشعريرة في البدَن؟ إذا كانت تجربتنا تُشبه هذا الوصف بأي شكل من الأشكال، ألا يحتوي هذا الوعد على راحة رائعة: «أُعَوِّضُ لَكُمْ عَنِ السِّنِينَ الَّتِي أَكَلَهَا الْجَرَادُ».

هل أظلمت حياتك بسبب بعض الأحزان؟ تمامًا مثلما نرى الشمس والقمر والنجوم قد أظلَمت بسبب أسراب الجراد ( خر 10: 15 قض 14: 14 )، وهكذا يبدو وكأن الشمس لن تشرق لك أبدًا ثانيةً، أو على الأقل، ليس بنفس الطريقة التي كانت في السابق. لكن الله يستطيع أن يجعلك تنسى أنك كنت أبدًا حزينًا «أُعَوِّضُ لَكُمْ عَنِ السِّنِينَ الَّتِي أَكَلَهَا الْجَرَادُ». هل تحتضن أحزانك وتجتر عليها، بدلاً من أن ترى أنه «مِن الآكِلِ خَرَجَ أَكْلٌ، وَمِنَ الْجَافِي خَرَجَتْ حَلاَوَةٌ» ( رو 8: 28 )، وأنه حتى المصائب يمكن أن تصبح مصدرًا للخير، وتُنتج رجاءً لا يأسًا (رو8: 28؛ إش61: 3)، حين تنسكب محبة الله في القلب؟

قد يكون حزنك بسبب خيبة أملك في شخص تُحبه. صعد الجراد على حياتك الزوجية. الحقل الذي كنت تتوقع منه حصادًا وفيرًا من السعادة، أصبح تقريبًا عاريًا. تنظر للخلف، ربما، على سنين من الفراغ، سنين تخلو من أكثر شيء كنت تشتهيه. لقد أتى الجراد؛ وبَدا وكأنه ترك القليل. هل تستطيع أن تثق في الله للتعويض عن هذه السنين؟ ألا تأخذ هذا الوعد إلى قلبك، وتعتمد على مَن أعطاه؟ تفكَّر فيما يستطيع الله عمله: «أُعَوِّضُ لَكُمْ عَنِ السِّنِينَ الَّتِي أَكَلَهَا الْجَرَادُ».

راسيل إيليوت



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6