عاش “مَنُوحُ وَامْرَأَتُهُ” في أيام تُشبه أيامنا التي يعمل فيها كل واحد ما يحسن في عينيه. إلا أنهما كانا زوجين مُسرّين لقلب الرب، على الرغم من كونهما من هذا الشعب الذي اتبع إرادته الذاتية. جاء ملاك الرب وأعطى امرأة مَنُوح وعدًا عجيبًا بولادة ابن، وقدَّم لها بعض النصائح التي يمكن لنا أن نستفيد منها، إذا طبقناها على حياتنا في الوقت الحاضر: أولاً: «لاَ تَشْرَبِي خَمْرًا وَلاَ مُسْكِرًا»؛ أي لا تطلبي الأفراح الأرضية المرموز إليها بالخمر. ثانيًا: «لاَ تَأْكُلِي شَيْئًا نَجِسًا»؛ أي لا تتعاملي مع هو نجس روحيًا.

وبعد أن ظهر لها ملاك الرب، ذهبت مباشرة إلى زوجها (ع6). وبالتأكيد مغبوطة الزوجة التي لها زوج تستطيع أن تناقش معه كل شيء. إن الحياة الزوجية الناجحة هي التي تتسم بالصراحة والأمانة بين الزوجين.

كانت زوجة مَنُوح مُدركة لمركز زوجها المُرتب من الله كرأس العائلة الذي ينبغي ألا تعمل شيئًا بدون علمه وموافقته. لكن من الناحية الأخرى، تصرَّف مَنُوح كشخص مسؤول، إذ وضع الأمر الذي كلَّمته عنه زوجته أمام الرب في الصلاة. ولم يًقُل: “أَسْأَلُكَ يَا سَيِّدِي أَنْ يَأْتِيَ أَيْضًا إِلَيَّ رَجُلُ اللَّهِ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ، وَيُعَلِّمَني: مَاذَا أعْمَلُ لِلصَّبِيِّ الَّذِي يُولَدُ؟”، بل قال: «أَسْأَلُكَ يَا سَيِّدِي أَنْ يَأْتِيَ أَيْضًا إِلَيْنَا رَجُلُ اللَّهِ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ، وَيُعَلِّمَنَا: مَاذَا نَعْمَلُ لِلصَّبِيِّ الَّذِي يُولَدُ؟» (ع8). الجميل هنا أنه شمل زوجته معه في الصلاة. وهنا يظهر الانسجام والوفاق بين الزوجين في مسألة تربية الأولاد التي هي مسؤولية الأب والأم معًا، وينبغي أن يكون لهما فكر واحد، وأن يُصليا معًا طالبين من الرب الحكمة التي يحتاجان إليها.

ولقد كبر شَمْشُونُ، وأصبح قويًا لأن والديه أطعماه حسب التعليمات التي قدمها ملاك الرب لمَنُوح. ماذا نُطعِم نحن أولادنا؟ هل نُطعِمهم كلمة الله ونشرحها لهم؟

أ. بريميكر