النعمة والسلام مع الرب
أعمال الرسل 26 : 17 - 26 : 18
«لِتفتحَ عُيُونهُم كَي يَرجعُوا مِن ظُلُمَاتٍ إِلَى نورٍ ومِن سُلطَانِ الشَّيطَانِ إِلَى اللهِ»
هل الخلاص هو عمل الإنسان، أم عمل الله، أم هو عمل مشترك بين الله والإنسان؟ إن أول آية عن الخلاص في الكتاب المقدس هي: «لخَلاَصِكَ انتظَرتُ يا رَبُّ» ( تك 49: 18 ). والآية الثانية هي: «قفُوا وانظُرُوا خلاصَ الرَّبِّ ... الرَّبُّ يُقَاتِلُ عنكُم وَأَنتم تَصمُتونَ» ( خر 14: 13 ، 14). وأشهر آية في العهد القديم عن الخلاص هي: «التفتوا إليَّ واخلُصُوا يا جميعَ أَقَاصي الأَرضِ، لأَنِّي أَنا اللَّهُ وليسَ آخَرَ» ( إش 45: 22 ). فهل هذه الآيات تفيد أن الخلاص عمل بشـري، أو حتى هو عمل مشترك بيننا وبين الله، أم أنه من ألفه إلى يائه هو عمل الله؟ فإذا كان الخلاص هو عمل الله، فهل الله يحتاج إلى وقت ليعمل أعماله؟ أم أن أعماله تفوق إدراك العقول؟ ماذا قال الرب لشاول وهو في طريقه إلى دمشق؟ قال: «مُنقذًا إيَّاكَ من الشَّعبِ ومن الأُمَمِ الذينَ أَنَا الآن أُرسِلُكَ إِليهم، لتفتحَ عُيونَهُم كي يَرجعُوا مِن ظُلُمَاتٍ إِلى نُورٍ، ومِن سلطَان الشَّيطَان إلى اللهِ» ( أع 26: 15 -18). في هذه الآيات (لا سيما الآية 18)، يُشَبِّه الرب الخلاص بتفتيح العيون. وهل في قدرة أحد إعطاء البصـر لشخص وُلِدَ أعمى؟ محال. لكن هذا هو عمل الرب ( إش 35: 4 ، 5؛ مز146: 8). فكم استغرق الرب لإعطاء البصـر لشخص وُلِدَ أعمى؟ اسمع شهادة شخص وُلد أعمى، قال: «إنسَانٌ يُقالُ لهُ يسوعُ صنعَ طِينًا وطلَى عَينيَّ، وقالَ لِي: اذهَب إلى بِرْكَةِ سِلْوَامَ واغتسل. فمَضَيتُ واغتسَلتُ، فأَبصَـرتُ» ( يو 9: 11 ). هكذا بكل بساطة. ويُشَبَّه الخلاص أيضًا بالرجوع من الظلمات إلى النور. هذا أيضًا عمل الله من البداية، وبمجرَّد أمر خرج منه: «قَالَ اللهُ: لِيَكُن نُورٌ، فَكانَ نُورٌ» ( تك 1: 3 ). ويطبِّق الرسول بولس هذا الأمر على خلاص المؤمنين فيقول: «لأَنَّ الله الذي قالَ: أَن يُشـرِقَ نُورٌ من ظُلمَة، هو الذي أَشرقَ فِي قُلُوبِنا، لإنَارةِ معرفَة مجدِ الله فِي وجهِ يَسُوعَ ..» ( 2كو 4: 6 ). ويُشَبَّه الخلاص أيضًا بالرجوع من سلطان الشيطان إلى الله. ومَن يمكنه أن يُحرِّر من هذا القوي المُذل للبشر سوى الله؟ قال المسيح: «إِن كنتُ بإِصبِعِ اللهِ أُخرِجُ الشَّيَاطينَ، فقد أَقبَلَ علَيكُم ملكوتُ اللهِ» ( لو 11: 20 ). والمسيح فعل ذلك كثيرًا لمَّا كان هنا على الأرض. كان إنسان يسكنه لجئون من الشياطين، التقاه المسيح، وبكلمة واحدة تحوَّل المجنون إلى إنسان عاقل ( مر 5: 1 -20). وآخر كان الروح النجس يصرعه منذ صباه، فقال المسيح للروح النجس: «اخرُج منهُ ولا تدخُلهُ أَيضًا!» ( مر 9: 25 ). هكذا خلاص المسيح، هو خلاص فوري وأبدي! يوسف رياض
2764
أعمال الرسل 26 : 17 - 26 : 18 | خلاص فوري وأبدي
14-08-2019
2763
إنجيل مرقس 1 : 35 - : | في الصبحِ باكرًا جدًّا
13-08-2019
2762
الأمثال 1 : 17 - : | احذر الشبكة
12-08-2019
2761
إنجيل متى 27 : 22 - 27 : 23 | أَيَّ شرّ عَمِلَ؟
11-08-2019
2760
الرسالة إلى أهل فيلبي 4 : 4 - : | الفرح المسيحي
10-08-2019
2759
ناحوم 1 : 3 - : | الرَّب في الزوبعَةِ
09-08-2019
2758
إنجيل يوحنا 20 : 1 - : | المجدلية والتكريس
08-08-2019
2757
إنجيل يوحنا 20 : 19 - : | الخوف من اليهودِ
07-08-2019
2756
الرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس 5 : 8 - : | نتغرَّبُ عن الجسَدِ
06-08-2019
2755
نشيد الأنشاد 1 : 8 - : | مسؤوليتنا تجاه الآخرين
05-08-2019
يوحنا 14 : 6