Tue | 2022.Nov.22

آخُذكُم إليَّ


«آخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا»

في حديثه الوداعي مع تلاميذه قال الرب يسوع: «أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا» ( يو 14: 2 ، 3).

«آتِي أَيْضًا»، هذه كلمة بسيطة، لكنها صادقة وأمينة، وعليها يستقر القلب، في هدوء وطمان منتظرًا تحقيق هذا الوعد المبارك. قد تؤلمنا الظروف التي حولنا، وقد يكون طريقنا محفوفًا بالصعاب، وقد نشعر بوحشة غياب المخلص الحبيب، وقد نشعر أن فترة تغربنا عن الرب إنما هي ليل حالك. لكن لنذكر أنه سبق فوعدنا في محبته الأمينة بقوله الكريم: «آتِي أَيْضًا».

لقد كان يتكلَّم من فيض قلب يحب، وينتظر منا صدى لمحبته، محبة لشخصه المحبوب، فيقول: «حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا»، فهو يريد أن يسعدنا بحبه وقربه طول الأبدية.

كل ما نعرفه عن المكان السعيد الذي سيأتي الرب ويأخذنا إليه، هو أنه بيت الآب. فنحن أولاد البيت، سنكون فيه ونملأه، وسيكون شخص الرب نفسه، هو مركز اجتماعنا هناك، ذاك الذي أحبنا وأسلَمَ نفسه لأجلنا. لقد ارتفعت يداه بالبركة، حينما ذهب إلى الآب، ولا تزالان مرفوعتين، ولا يزال الشخص الحي المجيد ظاهرًا لأجلنا أمام وجه الله، ولن تثقل يداه، ولن تحتاج إلى تدعيم، وسيرجع ويداه لا تزالان مرفوعتين بالبركة.

ولكن مَن ذا الذي في مقدوره أن يُعبِّر عن سرور قلوبنا، حينما نكون تحت ظلال هاتين اليدين الكريمتين، ونتطلع في ذلك الوجه الذي مرة كان مفسدًا أكثر من صورة الرجل، وحينما نعرف أننا سوف لا نخرج من ذلك البيت، كما أخبرتنا كلمة الله.

إنها بركة لن تكسوها السحب، وستصل إلينا بسبب وجودنا في حضرته دون توقف، بركة أبدية، بركة الرب المحب، ولن نعود نخرج إلى خارج.

داربي



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6