Thu | 2022.Nov.17

أبيمالِك مَلِكُ جَرَار


«رُدَّ امْرَأَةَ الرَّجُلِ ... إِنْ كُنْتَ لَسْتَ تَرُدُّهَا ... مَوْتًا تَمُوتُ»

أمام هذه الرسالة التحذيرية التي تلقاها أبيمـالك من الله، خاف أبيمالك جدًا، وقال: «يَا سَيِّدُ أَأُمَّةً بَارَّةً تَقْتُلُ؟». هذا الكلام يشبه كلام إبراهيم وهو يتشفع لأجل لوط قائلاً: «أَفَتُهْلِكُ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ؟» ( تك 18: 23 ). وفي إجابة الرب على أبيمالك نرى دروسًا هامة:

(1) الجهل ليس عذرًا: فالجاهل مذنب حتى ولو لم يعلم. وهذا ما نجده في شريعة ذبيحة الإثم. «إِذَا أَخْطَأَ أَحَدٌ وَعَمِلَ وَاحِدَةً مِنْ جَمِيعِ مَنَاهِي الرَّبِّ الَّتِي لاَ يَنْبَغِي عَمَلُهَا، وَلَمْ يَعْلَمْ، كَانَ مُذْنِبًا وَحَمَلَ ذَنْبَهُ» ( لا 5: 17 )، ولكي يُصفح عنه يُقدِّم كبشًا ذبيحة إثم. وأمام العرش العظيم الأبيض سيُدان الأشرار على ما عملوه بالعلم أو بالجهل. والرب يسوع صلى من أجل صالبيه قائلاً: «يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ» ( لو 23: 34 ). فهم مذنبون حتى وهم لا يعلمون. وقال النبي في المزمور: «اَلسَّهَوَاتُ مَنْ يَشْعُرُ بِهَا؟ مِنَ الْخَطَايَا الْمُسْتَتِرَةِ أَبْرِئْنِي» ( مز 19: 12 ).

(2) «أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ» ( رو 6: 23 )، حتى لو كانت خطية واحدة: لقد أدرك الملك الوثني أن الزنى خطية عظيمة في نظر الله، وتستحق الموت ( تك 20: 9 ). وأن الخطية هي في المقام الأول في حق الله، «وَأَنَا أَيْضًا أَمْسَكْتُكَ عَنْ أَنْ تُخْطِئَ إِلَيَّ (وليس إلى إبراهيم)». وهذا ما أدركه يوسف في يومٍ لاحق، عندما قال: «كَيْفَ أَصْنَعُ هَذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى اللهِ؟» ( تك 39: 9 ). الله قدُّوسٌ ولا يتهاون مع الشَّر. وبإزاء هذه الخطية العظيمة، تدَّخل الله بنفسه ليمنع أبيمالك من فعلها.

(3) الخوف والندم وحده لا يكفي: قال الله: «فَالْآنَ رُدَّ امْرَأَةَ الرَّجُلِ» ( تك 20: 7 ). إن التوبة ليست فقط هي الحزن والندم، بل «لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ، وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ، وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ، وَإِلَى إِلَهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ» ( إش 55: 7 ). ينبغي أن المُخطئ يترك طريقه وخطاياه، ويرجع، ويرد المسلوب.

محب نصيف



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6