Wed | 2022.Nov.16

التوبة


«اصْنَعُوا أَثْمَارًا تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ»

تستلزم التوبة أن نحكم على أنفسنا حكمًا أدبيًا، من جراء عمل كلمة الله فينا، وبقوة الروح القدس. إنها تنتج عن اكتشافنا لمدى شرنا وذنبنا وفسادنا المُطلّق، وإفلاسنا التام وحالتنا الخربة.

والتوبة تُعبّر عن نفسها، كما قال إشعياء ««وَيْلٌ لِي! إِنِّي هَلَكْتُ» ( إش 6: 5 )، وكما قال بطرس: «اخْرُجْ مِنْ سَفِينَتِي يَا رَبُّ، لأَنِّي رَجُلٌ خَاطِئٌ!» ( لو 5: 8 ).

إن التوبة ضرورية للخاطئ، وكلما كانت عميقة كلما كانت مُفَضَّلة. إنها مثل سكينة المحراث التي تخترق النفس، وتُقلِّب الأرض المستوية. ولا يجب أن نخلط بين المحراث وبين البذار. وكلما تَعمَّق الحفر كلما صار الجذر قويًا.

وكم نُسَرّ بعمل التوبة العميق في النفس! ولكننا نخشى أن تكون التوبة سطحية، كما يحدث ـــــ بحسب تسمية الناس ـــــ في أيام النهضات! فالناس تميل أن تُبسِّط الإنجيل، وتجعل الخلاص سهلاً، فلا يُصبح هناك ضغطًا على ضمير الخاطئ، وكأنه ليس لدى الله مطالب بالحق والبر.

وبلا شك فإن الخلاص هو من عمل نعمة الله فقط؛ إنه من الله من بدايته إلى نهايته. فالله هو مصدره، والمسيح مجراه، والروح القدس هو قوة تحقيقه وتمتعنا به. كل هذا شيءٌ مُباركٌ حقًا، ولكن لا يجب أن ننسى أن الإنسان هو كائنٌ مسؤولٌ، وهو خاطئ مذنب. إنه تحت التزام التوبة والرجوع إلى الله. ولكن هذا لا يعني أن التوبة ـــــ في حد ذاتها ـــــ لها قوة خلاصية. تمامًا مثل الشعور بالغرق، فإنه لا يُخلِّص صاحبه من الغرق. فالخلاص هو من نعمة الله مطلقًا. إنه من الرب في كل مرحلة من مراحله، وفي كل زاوية منه.

ماكنتوش



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6