Fri | 2022.Jul.22

لماذا لا تحترقُ العلَّيقَةُ؟


«أَمِيلُ الآنَ لأَنْظُرَ هذَا الْمَنْظَرَ الْعَظِيمَ. لِمَاذَا لاَ تَحْتَرِقُ الْعُلَّيْقَةُ؟»

روحيًا، تُحدثنا العُلَّيقَة المتقدة عن إنجيل نعمة الله. عُلَّيقَة تتوقد بالنار، إلا أن هذه العليقة لم تكن تحترق، مع كونها قابلة للاشتعال جدًا، فى تلك الصحراء. هنا نجد ظاهرة عجيبة، لكنها تُعلن عن سر أعجب بكثير. أما الظاهرة فطبيعية، وأما السر فأدبي. إن النار في الكتاب المقدس عادةً ما تُشير إلى القضاء الإلهي، أي إلى قداسة الله في مناهضة فعالة ضد الشر. والكلمة النهائية عن هذا الموضوع هي أن «إِلَهَنَا نَارٌ آكِلَةٌ» ( عب 12: 29 ). هنا إذًا السر الأكثر غموضًا: كيف يمكن لله، الذي هو «نَارٌ آكِلَةٌ» ـــــ الذي يحرق كل ما لا يتفق مع طبيعته المُقدَّسة، كيف يُمكنه أن يُظهِر ذاته، بدون إحراق أو إفناء؟ أو ـــــ لنعبِّر عن ذلك بطريقة أخرى: كيف يمكن لذاك الذي «عَيْنَاهُ أَطْهَرُ مِنْ أَنْ تَنْظُرَا الشَّرَّ، وَلاَ تَسْتَطِيعُ النَّظَرَ إِلَى الْجَوْرِ» ( حب 1: 13 )، كيف يُمكنه أن يتعامل مع الناس، بغير الدينونة والقضاء؟ فقط إنجيل نعمة الله، يحتوي على العلاج الحقيقي لهذه المشكلة. فالإنجيل يُرينا كيف تسود وتملك النعمة، ولكن ليس على حساب البر «هَكَذَا تَمْلِكُ النِّعْمَةُ بِالْبِرِّ، لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا» ( رو 5: 21 ).

ولكن كيف تحقق ذلك؟! بصيرورة قدوس الله «لَعْنَةً لأجْلِنَا» ( غل 3: 13 ). من المُميز جدًا أن كلمة “سنط” تعني “عليقة”، لأن الشوك هو المُذكِّر الدائم للعنة ( تك 3: 18 ). ففي موضع اللعنة، دخل بديلنا المُبارك. لقد لفَّته نيران الغضب الإلهي الرهيب، لكن لكونه «قَوِيٌّ» ( مز 89: 19 )، لم تُهلِكهُ. لقد استوعب هو نيران الغضب ووفى مطاليب العدل الإلهي وقال: «قَدْ أُكْمِلَ». لم يفنَ “العِرْقُ الذي نَبَتَ مِنْ أَرْضٍ يَابِسةٍ” ( إش 53: 2 )، ولم يكن مُمكنًا للموت أن يمسك رئيس الحياة. لقد بقي في القبر ثلاثة أيام فقط، وفي اليوم الثالث قام منتصرًا، والآن حيٌّ إلى الأبد. ولكونه رب القيامة، هو يُخلِّص الآن.

آرثر بنك



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6