Mon | 2022.Jul.18

مخافة الرب


«فِي مَخَافَةِ الرَّبِّ ثِقَةٌ شَدِيدَةٌ، وَيَكُونُ لِبَنِيهِ مَلْجَأٌ»

إن “مخافة الرب” تعني التوقير العميقً لله، الذي يقود إلى كراهية الشر، وممارسة طاعة تامة لشخصه. وهي نتيجة لتقدير عظمته، لكونه كلي القدرة وكلي العلم، وكذلك لمحبته التي تفوق الإدراك البشري. إنها ليست الرعب منه وتمني الاختباء عنه، كآدم حينما عصاه في جنة عدن. هذا النوع من الخوف له عذاب، وهو ما دفع آدم إلى محاولة التواري من الله، لذا عندما ناداه الله، قال للرب الإله: «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ، لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ» ( تك 3: 10 ). هناك خوف، أو بالحري رعب، يجعل الإنسان يريد أن يختبئ من الله، مُتمنيًا ألا يراه الله. هذا الخوف سيدفع الناس في يوم آتٍ لأن يقولوا للجبال والصخور: «اُسْقُطِي عَلَيْنَا وَأَخْفِينَا عَنْ وَجْهِ الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ وَعَنْ غَضَبِ الْحَمَلِ» ( رؤ 6: 16 ).

إن مخافة الرب دائمًا ما تكون مصحوبة بمحبة للرب؛ محبة تجعل الطاعة بهجة، وليست عبئًا. هذه المحبة تطرد النوع الخاطئ من الخوف ( 1يو 4: 18 ).

ولمخافة الرب بركات ونتائج عديدة ثمينة للمؤمن: (1) الحكمة: «رَأْسُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ الرَّبِّ» ( مز 111: 10 )، «وَقَالَ لِلإِنْسَانِ: هُوَذَا مَخَافَةُ الرَّبِّ هِيَ الْحِكْمَةُ، وَالْحَيَدَانُ عَنِ الشَّرِّ هُوَ الْفَهْمُ» ( أي 28: 28 ). (2) الأمان والكنز: «فَيَكُونُ أَمَانُ أَوْقَاتِكَ وَفْرَةَ خَلاَصٍ وَحِكْمَةٍ وَمَعْرِفَةٍ. مَخَافَةُ الرَّبِّ هِيَ كَنْزُهُ» ( إش 33: 6 ). (3) المعرفة الحميمة: «سِرُّ الرَّبِّ لِخَائِفِيهِ، وَعَهْدُهُ لِتَعْلِيمِهِمْ» ( مز 25: 14 ). تأمل في يوسف ودانيال كمثالين. (4) الثقة والحماية: «فِي مَخَافَةِ الرَّبِّ ثِقَةٌ شَدِيدَةٌ، وَيَكُونُ لِبَنِيهِ مَلْجَأٌ» ( أم 14: 26 ). (5) رحمة من الرب: «أَمَّا رَحْمَةُ الرَّبِّ فَإِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ عَلَى خَائِفِيهِ، وَعَدْلُهُ عَلَى بَنِي الْبَنِينَ» ( مز 103: 17 ).

أنيس بهنام



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6