Sun | 2022.Jul.17

الخادم الكامل


«بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ اللَّهِ»

كاتب إنجيل مرقس هو “يوحنا” المُلقَّب “مرقس” ( أع 15: 37 )، الذي فشل في خدمته، عندما كان مع بولس وبرنابا في رحلتهما التبشيرية الأولى، وبعد ذلك صار سبب الخلاف بين بولس وبرنابا وافتراقهما. وكانت هذه بداية مؤسفة لقصته، ولكن في النهاية عاد للوضع السليم بالتمام، فصار نافعًا في خدمة الرب. وقد استخدمه الرب في هذا العمل العظيم، وهو كتابة الإنجيل المعروف باسمه، والذي يقدِّم فيه الرب يسوع كالخادم الكامل ليهوه، النبي الحقيقي للرب.

ومن البداية، لا يسمح لنا أن ننسى مَن هو هذا الخادم الكامل؛ إنه «ابْنِ اللَّهِ» (ع1). وتتأكد هذه الحقيقة بالاقتباس من ملاخي 3: 1؛ إشعياء 40: 3، حيث نرى أن ذاك الذي جاء المعمدان ليمهِّد الطريق أمامه، شخص إلهي، بل هو يهوه نفسه (ع2، 3). وكانت إرسالية المعمدان، الصوت الصارخ في البرية، هي البداية لأخباره السارة.

كان موضوع كرازة المعمدان التوبة لمغفرة الخطايا، والذين استجابوا لدعوته جاءوا معترفين بخطاياهم. ولذلك كان من المُلائم أن يعَزِل يوحنا نفسه بحزم عن المجتمع، الذي كان عليه أن يدينه. وقد ظهر انفصاله عن المجتمع في ملابسه، وطعامه، ومكان خدمته ـــــ إذ كان يكرز في البرية ـــــ آخذًا مكانًا منفصلاً ( مر 1: 4 -8).

أُعطيَ الناموس بموسى، وأدان إيليا الشعب لابتعادهم عنه، ودعاهم من جديد أن يلتزموا به (يحفظوه). ولكن يوحنا المعمدان، مع أنه جاء بروح إيليا وقوته، لم يطلب منهم أن يحفظوه؛ بل أن يعترفوا بإخلاص أنهم كسروه. هذا أعدَّهم لرسالته، عن الأعظم (بلا قياس) الآتي، الذي سيُعَمِّد بالروح القدس (ع8). فمعموديته ستكون أعظم بكثير من معمودية يوحنا، بمقدار سمُّوه عن يوحنا. وذاك الذي يستطيع أن يسكب الروح القدس، لا يمكن أن يكون إلا الله نفسه.

ف. ب. هول



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6