Fri | 2022.Jul.15

ترنيمة التجسُّد


«وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ»

في لوقا 2 نرى الملائكة تُشارك في الفرح الذي سيُصبح من نصيب الأرض. فقد ظهر ملاك الرب، حاملاً معه رسالة عجيبة للرعاة: «لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ ... مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ ... وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ» ( لو 2: 10 -14).

كان هتاف الملائكة بالتسبيح لأجل مقاصد الله العظيمة. والجزء الأول من هذه التسبحة المثلثة الأوصاف: «الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي»؛ إن مجد الله قائم في الأعالي، حيث مسكن الله، ولكنه إذ تجسد وصار منظورًا على الأرض، جعل من نفسه الأساس لقيام مجد الله الأبدي. ففي طفل بيت لحم تركزت مقاصد الله العظيمة، وتحققت تحقيقًا كاملاً. لذلك كان هتاف الشعب للمسيا أخيرًا «مُبَارَكٌ الْمَلِكُ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! سَلاَمٌ فِي السَّمَاءِ وَمَجْدٌ فِي الأَعَالِي!» ( لو 19: 38 ).

والجزء الثاني من هتاف الملائكة «وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ». ومع أن أجزاء كثيرة في العالم في ذلك الوقت كانت تحت نير الامبراطورية الرومانية، والحروب بين الأمم كانت كثيرة، ولكن الجند السماوي رأوا مُسْبَقًا السلام في هذه الأرض، إذ وجدوا في الطفل المتواضع «إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ» (أش9: 6).

والجزء الثالث من هتافهم «وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ». وهل يُمكن للناس أن يتمتعوا بسرور أعظم من سرور الله نفسه، إذ صار ابنه إنسانًا؟ وهذا برهانٌ لمحبة الله للناس، وتأهيلهم للبركة. وإن كان الملائكة لم يتعرضوا لتفصيل ذلك في ترنيمتهم، ولكنها تضمنت الإطار العام لمقاصد الله. لقد عرفوا أن هذا الطفل المتضع كان هو الرب من السماء، وهو الأساس لمجد الله، فسبقوا وأعلنوا السلام لهذه الأرض المضطربة، وفرحوا بأن رضا الله استقر على الناس. فقد صارت الأرض مسرحًا، ظهر فيها مجد الله ونعمته.

ر. أ. كريث



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6