Mon | 2012.Jul.30

وصف المعلمون الكذبة

رسالة بطرس الرسول الثانية 2 : 13 - 2 : 22


١٣ آخِذِينَ أُجْرَةَ الإِثْمِ. الَّذِينَ يَحْسِبُونَ تَنَعُّمَ يَوْمٍ لَذَّةً. أَدْنَاسٌ وَعُيُوبٌ، يَتَنَعَّمُونَ فِي غُرُورِهِمْ صَانِعِينَ وَلاَئِمَ مَعَكُمْ.
١٤ لَهُمْ عُيُونٌ مَمْلُوَّةٌ فِسْقًا، لاَ تَكُفُّ عَنِ الْخَطِيَّةِ، خَادِعُونَ النُّفُوسَ غَيْرَ الثَّابِتَةِ. لَهُمْ قَلْبٌ مُتَدَرِّبٌ فِي الطَّمَعِ. أَوْلاَدُ اللَّعْنَةِ.
١٥ قَدْ تَرَكُوا الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ، فَضَلُّوا، تَابِعِينَ طَرِيقَ بَلْعَامَ بْنِ بَصُورَ الَّذِي أَحَبَّ أُجْرَةَ الإِثْمِ.
١٦ وَلكِنَّهُ حَصَلَ عَلَى تَوْبِيخِ تَعَدِّيهِ، إِذْ مَنَعَ حَمَاقَةَ النَّبِيِّ حِمَارٌ أَعْجَمُ نَاطِقًا بِصَوْتِ إِنْسَانٍ.
١٧ هؤُلاَءِ هُمْ آبَارٌ بِلاَ مَاءٍ، غُيُومٌ يَسُوقُهَا النَّوْءُ. الَّذِينَ قَدْ حُفِظَ لَهُمْ قَتَامُ الظَّلاَمِ إِلَى الأَبَدِ.
١٨ لأَنَّهُمْ إِذْ يَنْطِقُونَ بِعَظَائِمِ الْبُطْلِ، يَخْدَعُونَ بِشَهَوَاتِ الْجَسَدِ فِي الدَّعَارَةِ، مَنْ هَرَبَ قَلِيلاً مِنَ الَّذِينَ يَسِيرُونَ فِي الضَّلاَلِ،
١٩ وَاعِدِينَ إِيَّاهُمْ بِالْحُرِّيَّةِ، وَهُمْ أَنْفُسُهُمْ عَبِيدُ الْفَسَادِ. لأَنَّ مَا انْغَلَبَ مِنْهُ أَحَدٌ، فَهُوَ لَهُ مُسْتَعْبَدٌ أَيْضًا!
٢٠ لأَنَّهُ إِذَا كَانُوا، بَعْدَمَا هَرَبُوا مِنْ نَجَاسَاتِ الْعَالَمِ، بِمَعْرِفَةِ الرَّبِّ وَالْمُخَلِّصِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، يَرْتَبِكُونَ أَيْضًا فِيهَا، فَيَنْغَلِبُونَ، فَقَدْ صَارَتْ لَهُمُ الأَوَاخِرُ أَشَرَّ مِنَ الأَوَائِلِ.
٢١ لأَنَّهُ كَانَ خَيْرًا لَهُمْ لَوْ لَمْ يَعْرِفُوا طَرِيقَ الْبِرِّ، مِنْ أَنَّهُمْ بَعْدَمَا عَرَفُوا، يَرْتَدُّونَ عَنِ الْوَصِيَّةِ الْمُقَدَّسَةِ الْمُسَلَّمَةِ لَهُمْ.
٢٢ قَدْ أَصَابَهُمْ مَا فِي الْمَثَلِ الصَّادِقِ:«كَلْبٌ قَدْ عَادَ إِلَى قَيْئِهِ»، وَ«خِنْزِيرَةٌ مُغْتَسِلَةٌ إِلَى مَرَاغَةِ الْحَمْأَةِ».

في فقرة الأمس رأينا مِنْ هم المعلمين الكذبة الذين يحرفوا الحق. واليوم، يُشدد الرسول بطرس في كشف وصفهم كالتالي: أولاً، التمرد والكبرياء(ع12ـ13) يصف الرسول بطرس المعلمين الكذبة بالحيوانات غير الناطقة(غير العاقلة) في طبيعتهم الشهوانية الشريرة(النجاسة)، وأيضاً اندفاعهم نحو الهلاك. كلمة "فَسَيَهْلِكُون" لا تُعني الموت الجسدي فقط، بل الدينونة بسبب إباحيتهم النجسة. كلمة "أَدْنَاسٌ" باليوناني [سَبيلي] ومعناها البقع القبيحة في الملابس. ويقول الرسول بطرس عندما يجلسون المعلمون الكذبة معكم في "وَلاَئِمَ المحبة"، وبسبب تمردهم وخداعهم يحولونها إلى " وَلاَئِمَ المحبة الكاذبة"، وأيضاً هم عكس كنيسة المسيح التي تُشابه عريسها(أف5: 27). لنحترس مِنْ كل مبدأ كتابي نريد أن نطبقه في الكنيسة المحلية(1كو11).

ثانياً، الشهوة والطمع(ع14ــ16) هؤلاء المعلمين الكذبة يشتهوا كل امرأة يرونها(بمعنى آخر يبحثون عن امرأة يزنون بها)، أي عيونهم لا تكف عن الخطية، وهنا نرى الشهوة التي تقود إلى العبودية(يع1: 14، 15). ويذكر الرسول بطرس المثال التقليدي للمعلم الكاذب الذي يضل الناس لأجل الربح القبيح وهو بلعام بن بعور(العدد22ـ24). تحذير من الأفكار الشهوانية إذا تعمقنا فيها وتصرفنا بموجبها تجعلنا عبيداً لها.

ثالثاً، طبيعتهم شريرة(ع17ــ22) المعلمون الكذبة هم آبار، وغيوم بمعنى يُدفعون بقوة رياح الجهل والعنّاد. ويذكر الرسول بطرس مثالين هما: مثل الكلب(أم26: 11)، ومثل الخنزير(مت6: 7). وهما بحسب شريعة موسى مِنْ الحيوانات النجسة. بمعنى آخر هؤلاء المعلمون الكذبة لم يطرأ على طبيعتهم أي تغيير داخلي، وهو الإصلاح الخارجي فقط.

التطبيق

العلاج الوحيد لطبيعتنا الشريرة الفاسدة، هو شخص المسيح الذي يُحررنا مِنْ الخطية(يو8: 32، 36). هل تتمتع بالطبيعة الجديدة في المسيح لكي تتغلب بها على قوة الخطية(2كو5: 17)؟
هل تصارع يومياً مِنْ: أفكار شريرة، وشهوات غير مقدسة؟ الطريقة الوحيدة التي تتغلب بها على الأفكار والشهوات هي: الموت عن الخطية، والقيامة في جدة الحياة(غلا2: 19ــ20).

الصلاة

يا أبانا السماوي، نسبحك لأجل روح قوة القيامة في شخص المسيح الذي نتغلب به على قوة الخطية، ونسبحك لأجل قوة دم المسيح التي تطهر أذهاننا وقلوبنا لكي نعيش بحسب مشيئتك لنا وهي القداسة. أبانا، نُعلن تحريرك في حياتنا من سلطان الخطية والشيطان. نسبحك اليوم مِنْ كل قلوبنا على خلاصك الرائع والنصرة في ابنك. في اسم المسيح أُصلي. آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6