Fri | 2012.Jul.27

النمو الروحي

رسالة بطرس الرسول الثانية 1 : 1 - 1 : 13


١ سِمْعَانُ بُطْرُسُ عَبْدُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَرَسُولُهُ، إِلَى الَّذِينَ نَالُوا مَعَنَا إِيمَانًا ثَمِينًا مُسَاوِيًا لَنَا، بِبِرِّ إِلهِنَا وَالْمُخَلِّصِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ:
٢ لِتَكْثُرْ لَكُمُ النِّعْمَةُ وَالسَّلاَمُ بِمَعْرِفَةِ اللهِ وَيَسُوعَ رَبِّنَا.
٣ كَمَا أَنَّ قُدْرَتَهُ الإِلهِيَّةَ قَدْ وَهَبَتْ لَنَا كُلَّ مَا هُوَ لِلْحَيَاةِ وَالتَّقْوَى، بِمَعْرِفَةِ الَّذِي دَعَانَا بِالْمَجْدِ وَالْفَضِيلَةِ،
٤ اللَّذَيْنِ بِهِمَا قَدْ وَهَبَ لَنَا الْمَوَاعِيدَ الْعُظْمَى وَالثَّمِينَةَ، لِكَيْ تَصِيرُوا بِهَا شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلهِيَّةِ، هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَةِ.
٥ وَلِهذَا عَيْنِهِ ­وَأَنْتُمْ بَاذِلُونَ كُلَّ اجْتِهَادٍ­ قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ فَضِيلَةً، وَفِي الْفَضِيلَةِ مَعْرِفَةً،
٦ وَفِي الْمَعْرِفَةِ تَعَفُّفًا، وَفِي التَّعَفُّفِ صَبْرًا، وَفِي الصَّبْرِ تَقْوَى،
٧ وَفِي التَّقْوَى مَوَدَّةً أَخَوِيَّةً، وَفِي الْمَوَدَّةِ الأَخَوِيَّةِ مَحَبَّةً.
٨ لأَنَّ هذِهِ إِذَا كَانَتْ فِيكُمْ وَكَثُرَتْ، تُصَيِّرُكُمْ لاَ مُتَكَاسِلِينَ وَلاَ غَيْرَ مُثْمِرِينَ لِمَعْرِفَةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ.
٩ لأَنَّ الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ هذِهِ، هُوَ أَعْمَى قَصِيرُ الْبَصَرِ، قَدْ نَسِيَ تَطْهِيرَ خَطَايَاهُ السَّالِفَةِ.
١٠ لِذلِكَ بِالأَكْثَرِ اجْتَهِدُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَجْعَلُوا دَعْوَتَكُمْ وَاخْتِيَارَكُمْ ثَابِتَيْنِ. لأَنَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذلِكَ، لَنْ تَزِلُّوا أَبَدًا.
١١ لأَنَّهُ هكَذَا يُقَدَّمُ لَكُمْ بِسِعَةٍ دُخُولٌ إِلَى مَلَكُوتِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الأَبَدِيِّ.
١٢ لِذلِكَ لاَ أُهْمِلُ أَنْ أُذَكِّرَكُمْ دَائِمًا بِهذِهِ الأُمُورِ، وَإِنْ كُنْتُمْ عَالِمِينَ وَمُثَبَّتِينَ فِي الْحَقِّ الْحَاضِرِ.
١٣ وَلكِنِّي أَحْسِبُهُ حَقًّا ­ مَا دُمْتُ فِي هذَا الْمَسْكَنِ­ أَنْ أُنْهِضَكُمْ بِالتَّذْكِرَةِ،

يكتب الرسول بولس رسالته الثانية في تركيزه على المشاكل داخل الكنيسة، ولاسيما المعلمين الكذبة. كلمة "سمعان بطرس" (ع1) يُذكّر بالتغيير الذي أحدثته النعمة في حياة الرسول بطرس. فالأشياء العتيقة قد مضت، والكل صار جديداً(2كو4: 17). كلمة "نالوا" (ع1) تُعني باليوناني(نالوا بالقرعة): أن مصدر هذه الهبة هي النعمة لا الاستحقاق. كلمة الإيمان المشار إليها هنا، هي القدرة التي يُعطيها الله للتجاوب مع نعمتهِ بالتسليم والاتكال(أف2: 8، 9). كلمة "مساوياً"(ع1): لوصف المشتركين في حقوق المواطنة وامتيازاتها.وَيُعتقد أنها تُشير إلى معاملة الله العادلة. كلمة "بمعرفة"(ع2، 3)، وهي باليوناني(غُنوسس) مُعتبرينها الغنوسيين أسمى مِنْ الإيمان. لأن معرفة الله ليست كالمعرفة الغنوسية، بل معرفة نابعة مِنْ اختبار وعلاقة صحيحة حميمة بالله في يسوع المسيح(يو17: 3؛ في3: 10). إن التقدم في حياة المؤمن ممكن عملياً بواسطة، قدرة الله ومواعيده. لقبول دعوة الله بيسوع المسيح.

تدلّ الكلمتان "القدرة والمجد"، في العهد القديم على القدرة التي يكشف بها نفسه. وتطلقان هنا على شخص المسيح. (ع3)كلمة "وهب" (ع3) تُشدد على مجّانية العطية. وكلمة "الحياة" تُشير إلى وفرة الحياة الأبدية مِنْ المسيح للمؤمن(يو10: 10). كلمة "الفضيلة" (ع3) بسبب حياة المسيح، يستطيع المؤمن في الحصول على اشتراكه في طبيعة الله الإلهية. كلمة "الفساد" (ع4) باليوناني(فثورا)، وَتُشير إلى عملية الانحلال المستمرة التي تُصيب كل الأمور الفانية. والفساد دخل العالم بسبب الخطية(رو5: 12). يضع بطرس قائمة بالفضائل (ع5ـ7) التي ينبغي للمؤمن أن يُنميها لكي يُصبح رُوحيّاً، وَمثمرِّا قدام الله، ونرى الاستجابة في صلاتنا(مز50: 50).

التطبيق

فكّر في بعض المواعيد المتعلقة بحياة القداسة مثل: التحرر من الخطية(رو6: 14)، والنصرة على الشيطان(يع4: 17)، والطاعة لكلمة الرب(في4: 13). تذكر؛ لا تنبع قوة النمو مِن داخلنا بل مِنْ الله. فنحن لا نتملك المصادر التي نحيّا بها الحياة الصالحة الحقيقية، لذلك يهبنا الله طبيعته التي تحفظنا من الخطية، وليُعيننا لكي نحيّا به. دليل إيمانك الحي هو ثمر الأعمال الصالحة(يع2: 14ـ17).

الصلاة

يا أبانا السماوي، نباركك يا مليك المجد؛ لأننا نتملك قدرتك التي حررتنا من قوة الخطية، ونعتمد على قوة كلمتك في نصرتنا على الشيطان، والشهوات التي تُحارب النفس. ساعدنا لننمو في الفضائل الروحية كما علمتنا اليوم، ونحيّا بقوة الحياة الجديدة. في اسم المسيح أُصلي. آمين.
اليوم الثامن والعشرون



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6