Mon | 2012.Jul.23

الآلام لأجل المسيح

رسالة بطرس الرسول الأولى 4 : 12 - 4 : 19


١٢ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تَسْتَغْرِبُوا الْبَلْوَى الْمُحْرِقَةَ الَّتِي بَيْنَكُمْ حَادِثَةٌ، لأَجْلِ امْتِحَانِكُمْ، كَأَنَّهُ أَصَابَكُمْ أَمْرٌ غَرِيبٌ،
١٣ بَلْ كَمَا اشْتَرَكْتُمْ فِي آلاَمِ الْمَسِيحِ، افْرَحُوا لِكَيْ تَفْرَحُوا فِي اسْتِعْلاَنِ مَجْدِهِ أَيْضًا مُبْتَهِجِينَ.
١٤ إِنْ عُيِّرْتُمْ بِاسْمِ الْمَسِيحِ، فَطُوبَى لَكُمْ، لأَنَّ رُوحَ الْمَجْدِ وَاللهِ يَحِلُّ عَلَيْكُمْ. أَمَّا مِنْ جِهَتِهِمْ فَيُجَدَّفُ عَلَيْهِ، وَأَمَّا مِنْ جِهَتِكُمْ فَيُمَجَّدُ.
١٥ فَلاَ يَتَأَلَّمْ أَحَدُكُمْ كَقَاتِل، أَوْ سَارِق، أَوْ فَاعِلِ شَرّ، أَوْ مُتَدَاخِل فِي أُمُورِ غَيْرِهِ.
١٦ وَلكِنْ إِنْ كَانَ كَمَسِيحِيٍّ، فَلاَ يَخْجَلْ، بَلْ يُمَجِّدُ اللهَ مِنْ هذَا الْقَبِيلِ.
١٧ لأَنَّهُ الْوَقْتُ لابْتِدَاءِ الْقَضَاءِ مِنْ بَيْتِ اللهِ. فَإِنْ كَانَ أَوَّلاً مِنَّا، فَمَا هِيَ نِهَايَةُ الَّذِينَ لاَ يُطِيعُونَ إِنْجِيلَ اللهِ؟
١٨ وَ«إِنْ كَانَ الْبَارُّ بِالْجَهْدِ يَخْلُصُ، فَالْفَاجِرُ وَالْخَاطِئُ أَيْنَ يَظْهَرَانِ؟»
١٩ فَإِذًا، الَّذِينَ يَتَأَلَّمُونَ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ، فَلْيَسْتَوْدِعُوا أَنْفُسَهُمْ، كَمَا لِخَالِق أَمِينٍ،فِي عَمَلِ الْخَيْرِ.

مِنْ الطبيعي أن ينظرَ المؤمن إلى الاضطهاد كأمر غريب(ع12). وَلكن الرسول بطرس يَعتبره أمراً طبيعياً في الحياة المسيحية(4: 12؛ 2تيم3: 12). كلمة " الْبَلْوَى الْمُحْرِقَةَ" في الأصل اليوناني(بِيروسي)، أي التعرض للنار بقصد الامتحان. امتياز أن نُشارك(ع13) في الآلام المسيح التي عانها بوصفهِ إنساناً. لأن الألم هو المحك لمعرفة صحة الإيمان، لذلك نتوقع مِنْ الله أن يمتحن إيماننا.

يذكر الرسول بطرس في فقرة اليوم نوعين مِنْ الآلام؛ أولاً، الآلام لأجل المسيح، والإيمان به(ع14، 16)، فهذا فخر لنا وليس خزي كما تألم، بطرس ويوحنا بسب الكرازة بيسوع المسيح(أع5: 21). فالنتيجة "رُوحَ الْمَجْدِ"(ع14)، تُشير هنا إلى سحابة المجد أي حضور الله وسط شعبهِ(خر40: 34، 35). لأنه ينبغي أن لا يكتفي المؤمن بالاقتداء بالمسيح، بل يشاركه في ألامه لنختبر حضوره. ثانياً، الآلام بسبب الخطية(ع15)مثل: القتل، السرقة، فعل الشر. هذه الآلام تجلب العار على شهادة المسيح.

كلمة "كَمَسِيحِيٍّ" تَرِد في مكانين آخرين في العهد الجديد(أع11: 26، 26: 27)، وهو لفظ كان الوثنيون(الأمم) يستعملونه للتحقير. كلمة "فَلْيَسْتَوْدِعُوا" (ع19)هو الفعل الذي استخدمه يسوع في(لو23: 46)، وهو يُعرب عن ثقتهِ في عناية الله وحفظهِ. كلمة "لِخَالِق أَمِينٍ"(ع19)، تُشير إلى الرب الخالق، وليس المُخلّص. فالمسيح خالقنا بمعنيين: نحنُ نَخصه لكوننا جزءًا خليقته، وأيضاً جزءًا مِنْ خليقته الجديدة(أف4: 24؛ كو3: 10). وفي كلتا الحالتين، نحنُ مُحاطين بمحبتهِ وعنايتهِ بنا.

التطبيق

كل ألم جيد. لابد أن تكتشف الآن السبب الحقيقي للآلام والمعاناة التي تمر بها؛ هل هي بسبب الخطية، أم مِنْ الشيطان، أم بسماح مِنْ الله لك؟! تذكر قدرة الله الخالق(4: 19؛ في1: 6). لابد أن تعتمد على الله وتثق فيهِ في تحقيق وعوده لك. وإن كان يُراقب قُوى الطبيعة فهو بالتأكيد يقدر أن يراك خلال تجاربك وضيقاتك التي تواجهها.

الصلاة

يا أبانا الصالح، أثق مِنْ كل قلبي في محبتك لي، وأمانتك نحو أولادك، وأؤمن بأنك لن تتركني وحدي بينما اجتاز في الآلام والضيقات. ساعدني لكي أميز كل ما أمر به مِنْ المحن والتجارب في حياتي اليومية. ساعدني لأفرح في الآلام لأجل اسم يسوع، ولا تسمح أن أخسر شهادتي لك بسبب خطيتي. في اسم المسيح أُصلي. آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6