Fri | 2012.Jul.20

العلاقة الأخوية

رسالة بطرس الرسول الأولى 3 : 8 - 3 : 12


٨ وَالنِّهَايَةُ، كُونُوا جَمِيعًا مُتَّحِدِي الرَّأْيِ بِحِسٍّ وَاحِدٍ، ذَوِي مَحَبَّةٍ أَخَوِيَّةٍ، مُشْفِقِينَ، لُطَفَاءَ،
٩ غَيْرَ مُجَازِينَ عَنْ شَرّ بِشَرّ أَوْ عَنْ شَتِيمَةٍ بِشَتِيمَةٍ، بَلْ بِالْعَكْسِ مُبَارِكِينَ، عَالِمِينَ أَنَّكُمْ لِهذَا دُعِيتُمْ لِكَيْ تَرِثُوا بَرَكَةً.
١٠ لأَنَّ:«مَنْ أَرَادَ أَنْ يُحِبَّ الْحَيَاةَ وَيَرَى أَيَّامًا صَالِحَةً، فَلْيَكْفُفْ لِسَانَهُ عَنِ الشَّرِّ وَشَفَتَيْهِ أَنْ تَتَكَلَّمَا بِالْمَكْرِ،
١١ لِيُعْرِضْ عَنِ الشَّرِّ وَيَصْنَعِ الْخَيْرَ، لِيَطْلُبِ السَّلاَمَ وَيَجِدَّ فِي أَثَرِهِ.
١٢ لأَنَّ عَيْنَيِ الرَّبِّ عَلَى الأَبْرَارِ، وَأُذْنَيْهِ إِلَى طَلِبَتِهِمْ، وَلكِنَّ وَجْهَ الرَّبِّ ضِدُّ فَاعِلِي الشَّرِّ».

علاقة المؤمن المسيحي بالمجموعة التي هو على شركة معها، فالرسول بطرس يحثهم على الوحدة، وعلى المحبة الأخوية. تعبير "وَالنِّهَايَةُ" (ع8)، لا يُعني اختتام الرسالة بل الغاية منها، ولكن لأنه تحدث إلى فئات مُختلفة مِنْ الناس: العبيد، الزوجات، الأزواج؛ وأيضاً حديثه إلى الكل "جَمِيعًا". كلمة "الحِسٍّ الواحد" تُعني حرفياً (المشاركة الواحدة في المعاناة) أي بمشاعر واحدة مملوءة حباً أخوياً وَحنوًا ولطفاً(في2: 2)، وخاصة الذين يُضطهدوا لأجل المسيح(رو12: 15). ما يخص المحبة الأخوية التي تشمل على: الفعل، والتصرف غير الأناني. كلمة "مُشْفِقِينَ" تُعني يكون لدينا قلب يتألم لحاجات الآخرين، والشعور معهم، وعدم الوقوف موقف المتفرج البارد القاسي. كلمة "لُطَفَاءَ"، في الأصل اليوناني تُعني أنها ناتجة عن التواضع أمام الله، وهي مِنْ الفضائل المسيحية، وهي التفكير في الآخرين كتميم للوصية " تُحب قريبك كنفسك"، أي نُظهر التقدير، والمساعدة للكل، وكان الرومان يحسبون اللطف عدم شهامة. يتحدث (ع9؛ رو12: 21؛ مت5: 44) عن علاقتنا بالمضطهدين، فنحنُ نتألم ولكن بدون انتقام مِنْ الآخرين. بمعنى آخر عدم إلحاق الأذى بالآخرين. لا نطعن بل نبارك، أي التصرف بمحبة. نجد أن (ع10ـ12) مُقتبسة مِنْ (مز34: 12ـ16)، كُل مَنْ يريد التمتع بالحياة واختبار الأيام الصالحة، لا يرد الإساءة والأكاذيب بذات الطريقة. فالأشخاص يستطيعوا أن يبتعدوا عن الشر سواء بالكلام والعمل معاً، وبالتالي يختبروا حضور الرب في حياتهم، والبركات والإحسانات والمعونة والنعمة، وأيضاً استجابة الصلاة(يع5: 16؛ 1يو3: 21ـ22). عبارة "وَلكِنَّ وَجْهَ الرَّبِّ ضِدُّ" تُشير إلى الأشخاص الذين يضطهدوا شعب الرب، وأيضاً الشخص المؤمن الذي يقاوم أعداءه بطريقة عنيفة أو بالكلام الجارح.

التطبيق

نستطيع أن نقدم المسيح للآخرين بطرق كثيرة، والأهم أن نشارك المتألمين لآلمهم مثل: الأطفال المُشردين، المٌسنين، المُصابين في الحوادث، الأرامل، الفقراء المعدمين، السجناء ظلماً. بهذه الطريقة نشهد عن المسيح بصدق، ونقود الآخرين إليه(يو4: 4ـ26). هل تستمتع بحضور الله في حياتك كل يوم؟

الصلاة

يا أبانا السماوي، نبارك اسمك العظيم الرائع، ونسبح جلالك على محبتك الرائعة لنا كل يوم. سامحنا على تصرفاتنا، وكلامنا الجارح للآخرين، نقينا، طهرنا حتى نختبر ونستمتع بحضورك مِنْ جديد في حياتنا، لنكون شهود لشخصك. في اسم المسيح أُصلي. آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6