Wed | 2012.Jul.18

الأمانة في العمل

رسالة بطرس الرسول الأولى 2 : 18 - 2 : 25


١٨ أَيُّهَا الْخُدَّامُ، كُونُوا خَاضِعِينَ بِكُلِّ هَيْبَةٍ لِلسَّادَةِ، لَيْسَ لِلصَّالِحِينَ الْمُتَرَفِّقِينَ فَقَطْ، بَلْ لِلْعُنَفَاءِ أَيْضًا.
١٩ لأَنَّ هذَا فَضْلٌ، إِنْ كَانَ أَحَدٌ مِنْ أَجْلِ ضَمِيرٍ نَحْوَ اللهِ، يَحْتَمِلُ أَحْزَانًا مُتَأَلِّمًا بِالظُّلْمِ.
٢٠ لأَنَّهُ أَيُّ مَجْدٍ هُوَ إِنْ كُنْتُمْ تُلْطَمُونَ مُخْطِئِينَ فَتَصْبِرُونَ؟ بَلْ إِنْ كُنْتُمْ تَتَأَلَّمُونَ عَامِلِينَ الْخَيْرَ فَتَصْبِرُونَ، فَهذَا فَضْلٌ عِنْدَ اللهِ،
٢١ لأَنَّكُمْ لِهذَا دُعِيتُمْ. فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا، تَارِكًا لَنَا مِثَالاً لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ.
٢٢ «الَّذِي لَمْ يَفْعَلْ خَطِيَّةً، وَلاَ وُجِدَ فِي فَمِهِ مَكْرٌ»،
٢٣ الَّذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضًا، وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْل.
٢٤ الَّذِي حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ، لِكَيْ نَمُوتَ عَنِ الْخَطَايَا فَنَحْيَا لِلْبِرِّ. الَّذِي بِجَلْدَتِهِ شُفِيتُمْ.
٢٥ لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ كَخِرَافٍ ضَالَّةٍ، لكِنَّكُمْ رَجَعْتُمُ الآنَ إِلَى رَاعِي نُفُوسِكُمْ وَأُسْقُفِهَا.

الرسول بطرس لا يُعطي رأيه في شرعية النظام الاجتماعي السائد في زمانه، بل يرسم للخادم المسيحي طريقاً عملياً للسلوك. يُقدم مثالاً رائعاً للعبيد(للخدّام)، وهو موضوع "العبد المتألم"(ع21ـ25؛ إش53: 9) أي شخص الرب يسوع المسيح. يستخدم الرسول بطرس كلمة "الخشبة" بدلاً مِنْ الصليب"، كما ورد ذلك غالباً في العهد الجديد، فهو يرجع إلى(تث21: 22ـ23؛ غلا3: 13). يُقدم الرسول بطرس مبادئ بتعليمات مُفصلة لفئتين مِن الناس وهم: العبيد(الخدّام)، والسادة. فحياة العبيد(الخدّام) قد تكون سهلة في ظل سيد صالح، ولكن هؤلاء كثيراً ما كانوا يُعاملون "بعنف". وهنا يأتي دور الاحتمال للخادم المسيحي المدعو لقبول ظلم السيد العنيف بطيبة خاطر، ولكي يكسب بهذا رضى الله. فالمواظبة على عمل الخير، والصبر تحت شدة الآلام هو جزء مِن دعوة المسيحي، وأيضاً جزء مِن شركة الألم المسيح(3: 10). ينبغي علينا أن نخضعَ لرؤسائنا، سواء كانوا مترفقين أم قُساة علينا. فإن فعلنا ذلك فقد نربحهم للمسيح بالقدوة الحسنة. يقول الرسول بطرس(ع13) كلمة "مِنْ أَجْلِ الرَّبِّ" تذكيراً بقدوة المسيح وبتعاليمه(مت22: 21).

كلمة " أَيُّهَا الْخُدَّامُ": هي أسرة العبيد الموجودة عادة في البيوت الإغريقية والرومانية. كلمة " مِثَالاً"(ع21) باليوناني [هيبوغراموس]، وهي مُستخدمة فقط في العهد الجديد، وَتُشير إلى رسم نموذج أو أحرف على دفتر لكي يقلدها التلميذ(ع22، 23؛ مر14: 61؛ يو19: 1ـ6). يقتبس من(إش53: 7، 8)، كالوصف لشاهد عيان للصليب، كلمة "حَمَلَ" حرفياً [رَفَعَ]، وهي اللغة المُؤثرة الواضحة في توجيه أنظارنا إلى الذبيحة الكاملة شخص الرب يسوع المسيح(عب7: 27).

التطبيق

تشجع، لأن الآلام هي جزء مِنْ نموك الروحي مع شخص الرب. يسوع المسيح هو مثالك الرائع عندما يقع عليك الظلم والاضطهاد سواء مِن المسئولين، أو غيرهم بسبب إيمانك. لا تفشل، ولا تتراجع عن نموك مع الرب. أنت تُمثل المسيح على الأرض؛ فكن القدوة والمثال للآخرين سواء: في عائلتك، أو في كنيستك، ليروا فرحك وسط الظروف الصعبة.

الصلاة

أيها الآب السماوي، شكراً لأجل يسوع الذبيحة الكاملة لأجلنا، نطلب منك قوة بالروح القدس لتعين ضعفنا الجسدي، ونحن نجتاز الألم والضيق، لكي ننمو في إيماننا مُتذكرين شخص المسيح الذي تألم لأجلنا. في اسم المسيح أُصلي. آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6