Mon | 2012.Jul.16

حياة المؤمن كغريب

رسالة بطرس الرسول الأولى 2 : 11 - 2 : 12


١١ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ كَغُرَبَاءَ وَنُزَلاَءَ، أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الشَّهَوَاتِ الْجَسَدِيَّةِ الَّتِي تُحَارِبُ النَّفْسَ،
١٢ وَأَنْ تَكُونَ سِيرَتُكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ حَسَنَةً، لِكَيْ يَكُونُوا، فِي مَا يَفْتَرُونَ عَلَيْكُمْ كَفَاعِلِي شَرّ، يُمَجِّدُونَ اللهَ فِي يَوْمِ الافْتِقَادِ، مِنْ أَجْلِ أَعْمَالِكُمُ الْحَسَنَةِ الَّتِي يُلاَحِظُونَهَا.

يتناول الرسول بطرس؛ السلوك الممّيز للمؤمن في مختلف مجالات الحياة. لذلك يدعوهم بالنداء المحبب "أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ"، كما كان يفعل ربنا يسوع مع تلاميذه، لكي يستميلهم إلى الإنصات والتنفيذ. ويذكر المؤمنين بأنهم "غُرَبَاءَ وَنُزَلاَءَ"(1: 1و17؛ عب11: 13 مع تك23: 4). كلمة "غُرَبَاءَ"، تُعني أنهم يعيشوا في بلاد أجنبية(وطن ليس لهم)، أو ليس موطنهم الأصلي، وأيضاً ليس ارتباطهم بالأرض بل بالسماء. وَكلمة "َنُزَلاَءَ"، تُعني أنهم ضيوف مضطرين للعيش فيها، لوقت معين، وليس سكناهم الدائم. وهذا ما أدركه إبراهيم الذي كان ينتظر المدينة التي صانعها وبارها الله(عب11:10). فالحياة بالقداسة تُعني الامتناع عن كل ما لا يتلاءم مع إرادة الله التي هي قداستنا(1تس4: 3).

كلمة "الشَّهَوَاتِ الْجَسَدِيَّةِ"، فالكلمة الأخيرة ليست مُرادفاً لكلمة(الجسم المادي) بل يأتي فهمها الأدبي في(غلا5: 19)، وهي عبارة عن الحرب الداخلية(رو7: 24) بين شهوات الجسد النفسية(الطبيعة القديمة الفاسدة) وبين الروح. فالشهوات الجسدية تُعيق شركتنا مع الله، وتؤخر النمو(النضج)الروحي. فنحن بدون المسيح(في4: 13) لا نستطيع أن نتغلب على شهواتنا الجسدية. كلمة "الأُمَمِ" مستخدمة في ضوء علاقة الكنيسة(جسد المسيح الحي) بالشعوب الوثنية الذين لم يختبروا الرب في ذاك الوقت. كان المسيحيين يعيرون لأنهم لا يعبدون آلهة الوثن، وكأغبياء لامتناعهم للرذائل، وأيضاً كغير أوفياء للحكومة الرومانية بسبب ولائهم للملك السماوي. فالناس حولنا يراقبوننا؛ لأنهم يرون الثمار المنظورة كانعكاس لنقاوتنا الداخلية، والتغلب على شهواتنا، وطاعتنا للحق. وكلمة " يَوْمِ الافْتِقَادِ" هو وقت يقارب فيه الرب، إمّا بالنعمة، وإما بالدينونة(لو19: 41ـ44).

التطبيق

تذكر، أنك تسكن(تعيش) في العالم، ولكن لست مِنْ العالم(يو17: 11، 14، 16). هل الذين حولك مِنْ أعضاء كنيستك المحلية، أقربائك، جيرانك، زملاءك، يشهدوا بالفعل عن تصرفاتك الحسنة، ويرون في حياتك ثمر الروح القدس(غلا5: 22) ؟ مَنْ الأشخاص الذين قبلوا المسيح لأنك كنت النموذج الرائع أمامهم؟

الصلاة

يا أبانا السماوي، نشكرك لأجل الوطن السماوي الذي أعددته لنا قبل تأسيس العالم. يارب ساعدنا كغرباء ونزلاء على الأرض أن نحيّا حياة الطاعة في الحق، ونكون شهادة حية لشخصك ولجلالك لليوم الذي تأتي فيه وتأخذنا إليك. في اسم يسوع أُصلي. آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6