نزاع بين التلاميذ ( 24 – 30 )
كانت عادة اليهود أن يجلسوا لأكل عشاء الفصح بنظام خاص محدد ،وكانت المائدة مربعة تخلو من جهة من جهاتها الأربع ،ثم يجلس المضيف في الوسط في الواجهة الأمامية ويجلس عن يمينه ضيف الشرف ، وعلى يساره التالي في المقام ، ويجلس بجانب من عن يمين المضيف من له المقام الثالث ، والرابع في المقام يجلس بجانب من كان على يساره ، وهكذا يكون الجلوس حول المائدة ، وعليه تشاحن التلاميذ عن من يكون الأول ،وفي تشاحنهم هذا أظهروا أنهم لم يتخلصوا من فكرة الملكوت الأرضي مع أن يسوع أخبرهم أن ملكوته يختلف عن ملكوت العالم الذي يحصل على احترامه من القوة والتسلط والقهر ، لكن يسوع قال بل الكبير ليكن كالأصغر والمتقدم كالخادم ،واليوم يوجد في الكنائس أعداداً غفيرة في تشاحن وتناحر على المكانة الأولى والأماكن المتقدمة ،ولكن الكنيسة في حاجة إلى سواعد تخدم وقلوب مؤمنة تبارك العمل ،وإلى خدام حقيقيين فالخدمة تؤدي إلى العظمة ، وكلما ارتفع الإنسان كانت خدمته أعظم ،وأعطى المسيح الوعد أنهم كما ثبتوا معه في تجاربه سيلبسوا معه أجمل الأكاليل وأمجدها ،فلا تطلب المجد العالمي وانتظر المكافأة من الله .

غربلة التلاميذ ( 31 – 38 )
كان بطرس مخلصاً جداً ليسوع بالرغم من فشله وانكاره ،ولقد نال بطرس قسطاً وافراً من التحذير ،فقد حذره يسوع بطريقة مباشرة وغير مباشرة في الأعداد ( 33 – 38 ) ،كان بطرس واثقاً بنفسه أكثر مما يجب ،وهذا تحذير للكثيرين إن الشئ الذي تستبعد أن تفعله هو نفس الشئ الذي ينبغي أن تتحذر منه كل الحذر ،لأن الشيطان يهجم على الإنسان في الوقت الذي فيه يثق بنفسه لأنه غالباً لا يكون متنبهاً ،وهذا ما حدث مع بطرس عندما اندفع متهوراً لفناء بيت رئيس الكهنة ،وعاتب يسوع بطرس بنظرة صامتة في حزن بالغ فسببت سيل الدموع من عيون بطرس وتذكر كلمات يسوع ارجع لتثبت اخوتك وتساعدهم ، ومازال العتاب قائم لكل من ابتعد عن الرب .