الحجر الحي
نحن غرباء في هذا العالم، وبيتنا الحقيقي هو السماء مع الله. وليست السماوات هي السحب ولكن السماء، في الكتاب المقدس، هي مسكن الله. وتعمل السماء حسب مبادئ الله وقيمه، كما أنها أبدية لا تتغير. وقد اتحدت السماء بالأرض في خيمة الاجتماع، وفي الهيكل اليهودي حيث أظهر الله مجده. وظهرت "السموات" بصورة أكمل في شخص يسوع المسيح "الله معنا" كما أن "السموات" تتخلل كل العالم وتنتشر حيثما يحل الروح القدس في قلوب المؤمنين. يوما ما، بعد أن يحكم الله على كل خطية ويدينها ويبيدها ،فإن مسكننا الفعلي وولاءنا الحقيقي ليس لأمور هذه الأرض التي ستبيد، لكن لحق الله، ولأسلوب الحياة الذي يطلبه، ولخليقته الكاملة. وبسبب ذلك كثيرا ما نشعر أننا غرباء في عالم يفضل أن يتجاهل الله. لكننا في الحقيقة، مواطنون في ملكوت السموات الذي سيدوم إلى الأبد عند مجيء المسيح ، والمسيح هو حجر الزاوية الذي ربط العهد القديم بالعهد الجديد وربط اليهود بالأمم، وهو حجر يمكننا أن نستند عليه الذى يؤمن به لن يخزى لا في هذا العالم ولا في الأبدية. راس الزاوية فقد قيل أنه في بناء هيكل سليمان جاءوا بحجر ضخم جدًا فلم يجد البناؤون له نفعا فتركوه وأهملوه، ولما بحثوا عن حجر ليكون رأسا للزاوية لم يجدوا حجرا يصلح لذلك سوى هذا الحجر المرفوض ففرح به البناؤون وخرج هذا المثل "الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية" ووضعه كاتب المزمور 118 كنبوة عن المسيح. وحجر الزاوية هذا أي المسيح هو حجر كريم آية 6. ومن يؤمن به أي يُبْنَوْنَ عليه يكون لهم نفس الصفة أي الكرامة وعظم القيمة ،فيكونون له شعباً مختاراً وجماعة كهنة ملوكية ، فتخبروا بفضائل الذي دعاكم بسلوككم أمام الناس، بأن تعكسوا جمال المسيح ونوره، فتكونوا نورا للعالم .