Wed | 2013.Dec.04

لماذا؟

أيوب 3 : 11 - 3 : 26


العبور خلال الألم
١١ لِمَ لَمْ أَمُتْ مِنَ الرَّحِمِ؟ عِنْدَمَا خَرَجْتُ مِنَ الْبَطْنِ، لِمَ لَمْ أُسْلِمِ الرُّوحَ؟
١٢ لِمَاذَا أَعَانَتْنِي الرُّكَبُ، وَلِمَ الثُّدِيُّ حَتَّى أَرْضَعَ؟
١٣ لأَنِّي قَدْ كُنْتُ الآنَ مُضْطَجِعًا سَاكِنًا. حِينَئِذٍ كُنْتُ نِمْتُ مُسْتَرِيحًا
١٤ مَعَ مُلُوكٍ وَمُشِيرِي الأَرْضِ، الَّذِينَ بَنَوْا أَهْرَامًا لأَنْفُسِهِمْ،
١٥ أَوْ مَعَ رُؤَسَاءَ لَهُمْ ذَهَبٌ، الْمَالِئِينَ بُيُوتَهُمْ فِضَّةً،
١٦ أَوْ كَسِقْطٍ مَطْمُورٍ فَلَمْ أَكُنْ، كَأَجِنَّةٍ لَمْ يَرَوْا نُورًا.
١٧ هُنَاكَ يَكُفُّ الْمُنَافِقُونَ عَنِ الشَّغْبِ، وَهُنَاكَ يَسْتَرِيحُ الْمُتْعَبُون.
١٨ الأَسْرَى يَطْمَئِنُّونَ جَمِيعًا، لاَ يَسْمَعُونَ صَوْتَ الْمُسَخِّرِ.
١٩ الصَّغِيرُ كَمَا الْكَبِيرُ هُنَاكَ، وَالْعَبْدُ حُرٌّ مِنْ سَيِّدِهِ.
لا سلام، لا راحة
٢٠ «لِمَ يُعْطَى لِشَقِيٍّ نُورٌ، وَحَيَاةٌ لِمُرِّي النَّفْسِ؟
٢١ الَّذِينَ يَنْتَظِرُونَ الْمَوْتَ وَلَيْسَ هُوَ، وَيَحْفُرُونَ عَلَيْهِ أَكْثَرَ مِنَ الْكُنُوزِ،
٢٢ الْمَسْرُورِينَ إِلَى أَنْ يَبْتَهِجُوا، الْفَرِحِينَ عِنْدَمَا يَجِدُونَ قَبْرًا!
٢٣ لِرَجُل قَدْ خَفِيَ عَلَيْهِ طَرِيقُهُ، وَقَدْ سَيَّجَ اللهُ حَوْلَهُ.
٢٤ لأَنَّهُ مِثْلَ خُبْزِي يَأْتِي أَنِينِي، وَمِثْلَ الْمِيَاهِ تَنْسَكِبُ زَفْرَتِي،
٢٥ لأَنِّي ارْتِعَابًا ارْتَعَبْتُ فَأَتَانِي، وَالَّذِي فَزِعْتُ مِنْهُ جَاءَ عَلَيَّ.
٢٦ لَمْ أَطْمَئِنَّ وَلَمْ أَسْكُنْ وَلَمْ أَسْتَرِحْ، وَقَدْ جَاءَ الزُّجْرُ».

العبور خلال الألم (3 : 11 - 19)
عندما نتأمل في سفر أيوب دعونا نتذكر أن أيوب لم يكن لديه أي فكرة عما حدث في الإصحاحات الأولى، إن القاريء يعلم أن الشيطان دخل محضر الله وراهنه على إيمان أيوب،ووضع الله رهانه على أيوب فانفجر عالم أيوب حوله، ولكن لم يعلم أيوب لماذا؟ ولا يوجد دافع أو سبب من الله يجعله يتحمل، لكنه تعجّب مرتبكًا لماذا حدث كل هذا؟ ولكن المعانة لا تنتظر لتختار ان تكون كل الظروف مناسبة حتى تأتي، كما أن لا يسألنا أو ينتظر من الإذن ليمتحن إيماننا، كما لم يهتم الشيطان أن يستأذن أيوب، لذا ونحن عالمين هذا دعونا نرى يد الله ونثق في مشيئته عندما نعاني، إن هذا لا يعني أن نحجب ما نشعر به من ألم فأيوب كان واضحًا جدًا في اعترافه بانكسار قلبه، فدعونا نكون مثل أيوب نعمل ونذكر انفسنا بمن هو الله في حياتنا.

لا سلام، لا راحة (3 : 20 - 26)
في هذه الحياة ستظل المعاناة والاضطراب موجودان، هذا ما فلعته الخطية إذ كسرت العالم، ولكن بينما كسر المسيح الخطية على الصليب، فإن المعاناة والاضطرابات ستظل موجودة حتى يأتي المسيح ثانية، في ذلك اليوم ستنتهي، ولكن حتى يأتي ذلك الوقت سنتحمل ما يحدث، في الآية 23 يتسائل أيوب متعجبًا عن دور الحياة إن لم تكن لأجل الله، فأتوا أصحابه وأرادوا أن يقدموا له بعض الشرح لما يحدث، ولكن لا شيء يمكن فعليًا أن يجيب إجابة كافية له، وقد تكون هذه الحالة التي يحتاج فيها الإيمان أن يكون أعظم وسط الضيقة، ولم يتظاهر أيوب أنه سعيدًا. لقد كان حزينًا وقد اعترف، فلم يلعن الله. ربما تكون في موقف صعب شبيه بذلك، لكنك لست بمفردك، وقد عاني المؤمنون ولا زالوا في الحاضر فالمسيح نفسه كان يعاني، إن الله معنا، إن الله معك.

التطبيق

- إننا لم نُدعى لنكون مؤمنين بالمسيح دائما الإنبساط، فالاعتقاد بذلك هو خداع، فنحن أناسًا حقيقيين لنا ألم حقيقي وقضايا هامة، ولكن ما قد دُعينا إليه هو الإيمان الحقيقي بالرغم من الألم، فهل لك هذا النوع من الرجاء؟
- إن رجاءنا هو في السماء، لكن هذا لا يعني أننا سنظل كل يوم في المعناة والضيق، فنعمة الله وسلامة تأتيانا من الروح القدس حتى في هذه الحياة على الأرض، فليتك تجد هذا السلام في حياتك!.

الصلاة

إلهي العزيز، أشكرك من أجل روحك وقوتك. ففي المعاناة والضيق أنظر إليك عالمًا انك صالحًا وانك تعمل، فاستمر يارب في بركتك لكنيستك وزد إيماننا حتى تستخدمنا لنمجدك، في اسم يسوع، آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6