لمّ شمل يعقوب و يوسف ( 46 : 28 – 30 )
أخيرا، يلتقي يوسف و يعقوب من جديد بعد سنوات طويلة من البُعاد. وقد كان يوسف ابن يعقوب المفضّل، واعتقد يعقوب أن يوسف كان ميتا منذ سنوات طويلة. ولكنه الآن يراه على قيد الحياة وفي أفضل حال. فيقول يعقوب ليوسف، «أمُوتُ الْآنَ بَعْدَ مَا رَأيْتُ وَجْهَكَ أنَّكَ حَيٌّ بَعْدُ». (عدد 30). وكما يبدو أن لا شيء آخر يهم يعقوب أكثر. فعلى سبيل المثال، أنه لم يذكر حتى مكانة يوسف العالية أو إنجازاته. إذ أن ليست إنجازات ابنه هي التي تشعره بالراحة، لكن حقيقة أنه التقى به من جديد.
أحبائي، إن فرحة الآب ليست بألقابنا أو الإنجازات التي حققناها، ولكن بحقيقة أننا أبنائه.

الاستعدادات لمقابلة فرعون ( 46 : 31 – 34 )
يقوم يوسف باستعدادات مكثفة لعائلته قبل مقابلتهم لفرعون. إذ أنه يخبر يعقوب ماذا يقول لفرعون. 33. "فَيَكُونُ إذَا دَعَاكُمْ فِرْعَوْنُ وَقَالَ: مَا صِنَاعَتُكُمْ؟.انْ تَقُولُوا: عَبِيدُكَ أهْلُ مَوَاشٍ مُنْذُ صِبَانَا إلَى الْآنَ نَحْنُ وَأبَاؤُنَا جَمِيعا" (عدد 33-34). للوهلة الأولى، قد يبدو هذا غير ضروري، ولكننا بحاجة إلى تذكّر أن فرعون هو أقوى رجل في أيام يوسف. وكانت كلمته هي قانون الأرض.
لم يخترع يوسف الأكاذيب، ولكنه ببساطة اختار الكلمات بعناية. ويظهر حُسن اختيار يوسف للكلمات وإعداد والده لمقابلة فرعون حكمته المتضعة.