Mon | 2021.Oct.04

إيمان مُحتَمِل

أيوب 2 : 1 - 2 : 13


مقاومة التجربة
١ وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّهُ جَاءَ بَنُو اللهِ لِيَمْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ، وَجَاءَ الشَّيْطَانُ أَيْضًا فِي وَسْطِهِمْ لِيَمْثُلَ أَمَامَ الرَّبِّ.
٢ فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟» فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ الرَّبَّ وَقَالَ: «مِنَ الْجَوَلاَنِ فِي الأَرْضِ، وَمِنَ التَّمَشِّي فِيهَا».
٣ فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «هَلْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ عَلَى عَبْدِي أَيُّوبَ؟ لأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ فِي الأَرْضِ. رَجُلٌ كَامِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ. وَإِلَى الآنَ هُوَ مُتَمَسِّكٌ بِكَمَالِهِ، وَقَدْ هَيَّجْتَنِي عَلَيْهِ لأَبْتَلِعَهُ بِلاَ سَبَبٍ».
٤ فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ الرَّبَّ وَقَالَ: «جِلْدٌ بِجِلْدٍ، وَكُلُّ مَا لِلإِنْسَانِ يُعْطِيهِ لأَجْلِ نَفْسِهِ.
٥ وَلكِنْ ابْسِطِ الآنَ يَدَكَ وَمَسَّ عَظْمَهُ وَلَحْمَهُ، فَإِنَّهُ فِي وَجْهِكَ يُجَدِّفُ عَلَيْكَ».
٦ فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «هَا هُوَ فِي يَدِكَ، وَلكِنِ احْفَظْ نَفْسَهُ».
٧ فَخَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنْ حَضْرَةِ الرَّبِّ، وَضَرَبَ أَيُّوبَ بِقُرْحٍ رَدِيءٍ مِنْ بَاطِنِ قَدَمِهِ إِلَى هَامَتِهِ.
٨ فَأَخَذَ لِنَفْسِهِ شَقْفَةً لِيَحْتَكَّ بِهَا وَهُوَ جَالِسٌ فِي وَسَطِ الرَّمَادِ.
٩ فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: «أَنْتَ مُتَمَسِّكٌ بَعْدُ بِكَمَالِكَ؟ بَارِكِ اللهِ وَمُتْ!».
١٠ فَقَالَ لَهَا: «تَتَكَلَّمِينَ كَلاَمًا كَإِحْدَى الْجَاهِلاَتِ! أَالْخَيْرَ نَقْبَلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ، وَالشَّرَّ لاَ نَقْبَلُ؟». فِي كُلِّ هذَا لَمْ يُخْطِئْ أَيُّوبُ بِشَفَتَيْهِ.
خدمة الحضور
١١ فَلَمَّا سَمِعَ أَصْحَابُ أَيُّوبَ الثَّلاَثَةُ بِكُلِّ الشَّرِّ الَّذِي أَتَى عَلَيْهِ، جَاءُوا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ مَكَانِهِ: أَلِيفَازُ التَّيْمَانِيُّ وَبِلْدَدُ الشُّوحِيُّ وَصُوفَرُ النَّعْمَاتِيُّ، وَتَوَاعَدُوا أَنْ يَأْتُوا لِيَرْثُوا لَهُ وَيُعَزُّوهُ.
١٢ وَرَفَعُوا أَعْيُنَهُمْ مِنْ بَعِيدٍ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ، فَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ وَبَكَوْا، وَمَزَّقَ كُلُّ وَاحِدٍ جُبَّتَهُ، وَذَرَّوْا تُرَابًا فَوْقَ رُؤُوسِهِمْ نَحْوَ السَّمَاءِ،
١٣ وَقَعَدُوا مَعَهُ عَلَى الأَرْضِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ وَسَبْعَ لَيَال، وَلَمْ يُكَلِّمْهُ أَحَدٌ بِكَلِمَةٍ، لأَنَّهُمْ رَأَوْا أَنَّ كَآبَتَهُ كَانَتْ عَظِيمَةً جِدًّا.

مقاومة التجربة (2: 1-10)
ولما رأى أن إيمان أيوب لم يتداعى حتى بعد أن فقد كل أولاده وممتلكاته، أثنى الرب عليه أمام الشيطان بأنه رجل مستقيم. ومع ذلك، يجادل الشيطان بأنه إذا كان أيوب يعاني من مرض جسدي، فإنه سيلعن الله بالتأكيد. يقبل الله هذا التحدي ويسمح للشيطان بإلحاق الألم بأيوب بشرط الحفاظ على حياة أيوب. ومما زاد من عذاب أيوب، أن زوجته تجربه أن يلعن الله، لكنه يرفض. مثل أيوب، يجب علينا أيضًا أن ندرك أن الله له السيادة على كل ما يحدث، حتى الظروف التي تؤذينا. عندما يُختبر إيماننا، يمكننا أن نسكب قلوبنا لله عالمين أن لديه هدفًا لآلامنا.

خدمة الحضور (2: 11-13)
يجتمع أصدقاء أيوب لتعزيته ومواساته بعد أن علموا بمصيبته. في البداية، يفعلون الشيء الصحيح من خلال المشاركة الكاملة في حزنه: يمزقون ثيابهم، وينثرون الغبار على رؤوسهم، ويجلسون معه في صمت لمدة سبعة أيام. كانوا يعلمون أن التحدث إلى أيوب لن يؤذيه إلا بسبب عمق وشدة معاناته. ومع ذلك، كما نرى في الأصحاحات التالية، هؤلاء الأصدقاء لا يمسكون بألسنتهم بل يطعنون أيوب بكلمات جارحة. لتهدئة شخص يعاني من الألم، لسنا بحاجة إلى كلمات ذكية -في بعض الأحيان كل ما نحتاج إلى القيام به هو الظهور. نرجو أن نكون على استعداد للجلوس إلى جانب أولئك الذين يعانون، مدركين أن الله يمكن أن يعمل من خلالنا حتى عندما نكون صامتين.


التطبيق

متى شعرت بتجربة تتجاوز حدودك؟ كيف كان ردك في هذا الموقف؟
كيف استجبت لأصدقائك عندما كانوا يعانون من معاناة شديدة؟ ما الكلمات التي ندمت عليها أو تتمنى لو أنك قلتها؟

الصلاة

أبي، أشكرك لأنك مًتسيد على حياتي. فأنا أريد أن أثق بك في صعابي التي تبدو أنه لن تنتهي. أعني أن أُرسي إيماني في صلاحك وإحسانك، وأن أرى قصدك الصالح في الضيقات التي أواجهها. باسم الرب يسوع، آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6