انطلق الإنذار (14:1-18)
يعطي سفر صفنيا المزيد من التفاصيل حول يوم الدينونة الآتي. بالنسبة للخاطئ، لن يكون يوم ضيق عاطفي فحسب، بل عذاب جسدي أيضًا، سيكون يوم ستُظلم فيه السماء لتعظم إحساس الدمار الوشيك. كلما قرأت الوصف، قلَّما بدا وكأنه يوم تتمناه حتى لأَلَدِّ أعدائك، فما بالك بالأحباء. ومع ذلك كم من السهل للعديد من المؤمنين أن يظلوا صامتين عندما يتعلق الأمر بدينونة الله! ألا ينبغي أن نصرخ بصوت مرتفع لكل من يسمع؟ ألا ينبغي أن نخبرهم أن يوم الدين قريب؟ لعل القديس لا يتشتت بأضواء هذا العالم الساطعة؛ نحن مدعوون لأنوار أعظم تشير إلى عالم آتٍ غير متزعزع.

عُد واحيَ (1:2-3)
يدعو النبي للتوبة. كل المتضعين في الأرض الذين ينصتون لتحذيراته يتم حثهم على الاستمرار في طلب البر والاتضاع إذ يعودوا إلى الرب ويلتزمون بأوامره. تحذيرات صفنيا ليست فريدة في تاريخ إسرائيل ويهوذا. أشار العديد من الأنبياء الذين سبقوه للشعب بطرق ممثالة. إلا أن الله من خلال صفنيا لا يزال يصدر دعوة أخرى للمتكبرين كي يتضعوا. على الرغم من أن دينونة الله البارة مؤكدة، إلا أن محبته ورحمته تجاه شعبه أكثر من ذلك، لأن لا أحدًا منا يمكنه أن يتضع ما لم يصنع الاتضاع بداخله. لا يمكننا أن نطلب الله لو لم يقربنا منه.