منبوذ (16:15-20)
المشهد الذي يصفه مرقس هنا هو مشهد يكسر القلب. أُخذ يسوع وضُرب وسُخر منه واستُهزِئ به على أيدي جنود رومان عديمي الرحمة. تاج الشوك وعصا التأديب والبصاق هي مجرد بداية للثمن الذي سيدفعه يسوع. بالإضافة إلى عذابه البدني، تحمل يسوع ألم الرفض من خاصته. الرفض يؤلم، وبالاخص عندما يأتي من الأقربين لأن الناس الذين يرفضونا من أجل إيماننا هم أيضًا يرفضون يسوع. إنه ألم عميق وشديد، لكن يمكن أن نتيقن من هذا: روح يسوع سيكون معنا إذ نشاركه في ألمه.

مكان صحيح، وتوقيت صحيح (21:15-23)
أحيانًا تأتي الأحداث غير المتوقعة بمسؤوليات غير مرغوب فيها. كان سمعان القيرواني، بحسب كلمات هذه الفقرة، مجرد واحد من "المارة" (آية 21)، لكنه أُجبِر على حمل صليب يسوع. فعل سمعان ما أُمِر به، لكن ربما لم يتوقع أن تلك اللحظة المؤلمة سوف تغير حياته وحياة أفراد عائلته. لم يذكر مرقس أبناء سمعان ألكسندرس وروفس بمحض الصدفة. على الأرجح كانا جزءًا من مجتمع المؤمنين الأوائل الذين كانوا شخصيات معروفة لمستمعي إنجيل مرقس. كان أبوهم سمعان مشاركًا غير متوقع في لحظة محورية إذ حمل الصليب الخشبي الثقيل في الطريق إلى الجلجثة، لكن هذا التحدي غير المرتقب كان قادرًا أن يحمل ثمارًا في ملكوت الله.