الخلاص لجميع الشعوب (إش 62: 10 - 12)
باللغة التي نسمع صداها في الإصحاحات الأولى، يؤكد الله وعده في هذه الأعداد ليدافع عن شعبه باستردادهم من دمارهم الحاضر(أنظر إش 40: 3ـ5، 10، 49: 22). الأسماء الجديدة في(العدد12)هي تذكر للحالات الجديدة المذكورة سابقاً في(العدد4). عندما نأخذ بعين الاعتبار أكبر نص في إشعياء، إعلان استرداد أورشليم إلى "كل أقاصي الأرض"(العدد11) نجده أيضاً دعوة لجميع الناس؛ ليشاركوا في خلاص الله(انظر11: 9، 19: 23، 25، 56: 3، 8). الأمم التي ترى راية تحرير يهوه سوف تشارك في امتياز كونها مشمولة بين شعب الله(إِش56: 8، 57: 19 ). والسبب أن يسوع المسيح هو الراعي الصالح، أنه يعلن دون تردد، "لي خراف أخرى لا تنتمي إلى هذه الحظيرة، لابد أن أجمعها إلىَّ أيضاً. فتصغي لصوتي، فيكون هناك قطيع واحد وراعٍ واحد" (يو10: 16).

الغضب الرهيب (إش 63: 1 - 6)
الصوت الموجود في(إش 63: 1أ)هو صوت إشعياء وسؤاله الذي يجيب عليه المسيا بطريقة باهرة في الجزء الثاني من العدد الأول. تكشف النبوة المرعبة حقيقة أساسية عن طرق الله: خلاص الله لشعبه أيضاً يستلزم دينونة أعدائهم. اللغة مخيفة جداً. صورة دوس عنب المعصرة والثياب الملطخة في هذه العملية صورة صريحة لعدل الله وغضب بره على غير التائبين. وخشية أن نستثمر النظرة الخاطئة بأن الغضب الإلهي محدود فقط بالعهد القديم، نجد هذه الكلمات المزعجة في السفر الأخير في العهد الجديد: "وكان [يسوع المسيح] يرتدي ثوباً مغمساً بالدم، أما اسمه فهو كلمة الله ..... ويدوسهم في معصرة شدة غضب الله القادر على كل شيء" (رؤ19: 13، 15). حقاً، إنها كلمات مخيفة، لكن كن متأكداً أن تتذكر الدافع الموجود وراء الغضب، هو المحبة.