طلب الرب ( 15: 1- 2)
لم يكن عزريا بن عوديد معروفاً كثيراً. لكن نعرف أنه رجل الله الذي استخدمه لتوصيل رسالة تشجيع للملك آسا. وهكذا لعب عزريا دوراً هاماً في استمرارية الإصلاح الديني الذي بدأه آسا في الأمة. التوجه الأساسي لرسالة عزريا إن طلبتم الرب، يوجد لكم، وإن تركتموه يترككم. وهذه الرسالة ذكرت في(العدد2) وموضوع طلب الرب هو أيضاً الموضوع الأساسي في(2أخ15). رسالة عزريا مشابهة للرسالة التي كتبها الرسول يعقوب بعده ـ بمئات السنين. "اقتربوا إلى الله فيقترب إليكم"(يع4: 8). وهذه الرسالة لها صدى لما قاله يسوع المسيح نفسه عندما كان كل من يسأل يأخذ ومن يطلب يجد.

الطلب من خلال الإصلاح ( 15: 3- 7)
تعتبر الكرازة برسالة تشجيع لطلب الرب أمر جيد وحسن لكن نتائجها قليلة ما لم تكن مصاحبة بتعليمات كيف نطلب الرب. طلب الرب يستلزم أكثر من الصلاة والتأمل في كلمته. إنه يتطلب عملاً جاداً، كما سمعنا صدى ذلك من الرسول يعقوب عندما قال: "إن الإيمان بدون أعمال ميت"(يع2: 17). الطريقة لطلب الرب التي وصفها عزريا هنا هي الاستمرار في إصلاح الأمة وهو يعتبر عمل ليس شاقاً. إنه يُذكرنا بأنه في زمن القضاة، كان شعب الله يعاني من نقص في وجود قيادة قوية، لذلك اجتاز بتهديدات ضد أمنه وعدم الأمانة الروحية(العدد3-5)، ويحاول الله أن يجذب انتباههم (العدد6). لكن بينما كان شعب الله يطهر نفسه من الأوثان ويستعيد ناموس الله والعبادة الحقيقية في الهيكل، سوف يجد الشعب الله مرة أخرى.