Thu | 2012.Mar.22

يسوع يدعو مرة أخرى

إنجيل يوحنا 21 : 1 - 21 : 14


العودة إلى العادات القديمة
١ بَعْدَ هذَا أَظْهَرَ أَيْضًا يَسُوعُ نَفْسَهُ لِلتَّلاَمِيذِ عَلَى بَحْرِ طَبَرِيَّةَ. ظَهَرَ هكَذَا:
٢ كَانَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ، وَتُومَا الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ، وَنَثَنَائِيلُ الَّذِي مِنْ قَانَا الْجَلِيلِ، وَابْنَا زَبْدِي، وَاثْنَانِ آخَرَانِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ مَعَ بَعْضِهِمْ.
٣ قَالَ لَهُمْ سِمْعَانُ بُطْرُسُ:«أَنَا أَذْهَبُ لأَتَصَيَّدَ». قَالُوا لَهُ:«نَذْهَبُ نَحْنُ أَيْضًا مَعَكَ». فَخَرَجُوا وَدَخَلُوا السَّفِينَةَ لِلْوَقْتِ. وَفِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ لَمْ يُمْسِكُوا شَيْئًا.
٤ وَلَمَّا كَانَ الصُّبْحُ، وَقَفَ يَسُوعُ عَلَى الشَّاطِئِ. وَلكِنَّ التَّلاَمِيذَ لَمْ يَكُونُوا يَعْلَمُونَ أَنَّهُ يَسُوعُ.
٥ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«يَا غِلْمَانُ أَلَعَلَّ عِنْدَكُمْ إِدَامًا؟». أَجَابُوهُ:«لاَ!»
٦ فَقَالَ لَهُمْ: «أَلْقُوا الشَّبَكَةَ إِلَى جَانِبِ السَّفِينَةِ الأَيْمَنِ فَتَجِدُوا». فَأَلْقَوْا، وَلَمْ يَعُودُوا يَقْدِرُونَ أَنْ يَجْذِبُوهَا مِنْ كَثْرَةِ السَّمَكِ.
تذكير يسوع
٧ فَقَالَ ذلِكَ التِّلْمِيذُ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ لِبُطْرُسَ:«هُوَ الرَّبُّ!». فَلَمَّا سَمِعَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنَّهُ الرَّبُّ، اتَّزَرَ بِثَوْبِهِ، لأَنَّهُ كَانَ عُرْيَانًا، وَأَلْقَى نَفْسَهُ فِي الْبَحْرِ.
٨ وَأَمَّا التَّلاَمِيذُ الآخَرُونَ فَجَاءُوا بِالسَّفِينَةِ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا بَعِيدِينَ عَنِ الأَرْضِ إِلاَّ نَحْوَ مِئَتَيْ ذِرَاعٍ، وَهُمْ يَجُرُّونَ شَبَكَةَ السَّمَكِ.
٩ فَلَمَّا خَرَجُوا إِلَى الأَرْضِ نَظَرُوا جَمْرًا مَوْضُوعًا وَسَمَكًا مَوْضُوعًا عَلَيْهِ وَخُبْزًا.
١٠ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«قَدِّمُوا مِنَ السَّمَكِ الَّذِي أَمْسَكْتُمُ الآنَ».
١١ فَصَعِدَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَجَذَبَ الشَّبَكَةَ إِلَى الأَرْضِ، مُمْتَلِئَةً سَمَكًا كَبِيرًا، مِئَةً وَثَلاَثًا وَخَمْسِينَ. وَمَعْ هذِهِ الْكَثْرَةِ لَمْ تَتَخَرَّقِ الشَّبَكَةُ.
١٢ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«هَلُمُّوا تَغَدَّوْا!». وَلَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ مِنَ التَّلاَمِيذِ أَنْ يَسْأَلَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ إِذْ كَانُوا يَعْلَمُونَ أَنَّهُ الرَّبُّ.
١٣ ثُمَّ جَاءَ يَسُوعُ وَأَخَذَ الْخُبْزَ وَأَعْطَاهُمْ وَكَذلِكَ السَّمَكَ.
١٤ هذِهِ مَرَّةٌ ثَالِثَةٌ ظَهَرَ يَسُوعُ لِتَلاَمِيذِهِ بَعْدَمَا قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ.

العودة إلى العادات القديمة (21 : 1 - 6)
على الرغم من الأحداث المعجزية والملهمة التي كان قد شاهدها الاثني عشر في الآونة الأخيرة، فإنهم يفتقرون إلى الدافع للخروج ومواصلة العمل الذي اراد يسوع منهم القيام به. في البدء عندما دعى يسوع بطرس والتلاميذ، قال لهم أنهم لن يكونوا صيادي أسماك فيما بعد ولكن صيادي ناس. فلماذا، إذن، كانوا يصطادون بدلاً من أن يخدموا بين الشعب كما فعل يسوع؟ يمكننا أن نرى نتيجة عملهم في الآية 5. عرف يسوع كل شيء، وخصوصاً بعد قيامته، أيضاً عرف أن التلاميذ لم يكن لديهم سمك. السبب وراء سؤالهم إذا كان لديهم سمك أم لا هو أن يشير إلى عدم جدوى طرُقهم السابقة للحياة، واعتمادهم على قوتهم و حكمتهم الخاصة. سؤال يسوع يشبه سؤال الله لآدم وحواء حيث كانوا قد اخطأوا بالفعل (تك 3 :9 ).

تذكير يسوع ( 21 : 7 – 14 )
لأن التلاميذ كانوا قد رجعوا إلى حياتهم القديمة، كان على يسوع أن يُذكّرهم بالأشياء التي كان قد علّمها لهم على مدى السنوات الثلاث الماضية. التلاميذ شاهدوا معجزة أخرى عند ظهور ذلك الشخص الغريب ليخبرهم -وهم صيادين محترفين-، أين يجدون أكبر كمية من السمك- التي لم يروا مثلها من قبل. هذا المشهد نبه يوحنا على الفور أن هذا الغريب هو يسوع، وبطرس لم يُرد أن يقترب من ربه وهو شبه عريان، فارتدى ثوبه (بدلاً من أن يخلعه مثلما يفعل معظم الناس عندما يدخلون إلى المياه) وسبح إلى الشاطئ. ثم يحدث شيء أخر مدهش. فالأمر لم يقتصر على أن التلاميذ قد صادوا كمية كبيرة من الأسماك، ولكن عندما وصلوا إلى الشاطئ، وجدوا أن يسوع قد وفَر لهم بالفعل احتياجاتهم من نار دافئة، بعض الأسماك، والخبز. بهذه الطريقة، يسوع يُذكّر تلاميذه أنه هو المُعيل الأعظم لحياتهم.

التطبيق

عندما نفعل أشياء معتمدين على قوتنا الذاتية وحكمتنا، عادة ما تنتهي بالفشل أو النجاح الجزئي. ولكن عندما نفعل الأشياء بطريقة الله، تنتهي بشكل أفضل مما كنا نتوقع.
يسوع هو الذي يوفر لنا كل احتياجاتنا الخاصة. هل هناك شيء ما تحتاجه حقا من الرب؟ ارفع طلباتك له بإيمان من خلال الصلاة، وهو سوف يكون أميناً في رعايته لك.

الصلاة

الاب السماوي، أشكرك وأحمدك لأنك دائماً توفَر جميع احتياجاتي. احفظني من الرجوع إلى العادات القديمة، وامنحني قوتك وحكمتك للقيام بالخدمة التي دعوتني للقيام بها. في اسم يسوع أصلي. آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6