Thu | 2012.Mar.29

النبي النائح

إرميا 1 : 1 - 1 : 10


رسالة غير شعبية
١ كَلاَمُ إِرْمِيَا بْنِ حَلْقِيَّا مِنَ الْكَهَنَةِ الَّذِينَ فِي عَنَاثُوثَ فِي أَرْضِ بَنْيَامِينَ،
٢ الَّذِي كَانَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَيْهِ فِي أَيَّامِ يُوشِيَّا بْنِ آمُونَ مَلِكِ يَهُوذَا، فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ عَشْرَةَ مِنْ مُلْكِهِ.
٣ وَكَانَتْ فِي أَيَّامِ يَهُويَاقِيمَ بْنِ يُوشِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا، إِلَى تَمَامِ السَّنَةِ الْحَادِيَةِ عَشْرَةَ لِصِدْقِيَّا بْنِ يُوشِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا، إِلَى سَبْيِ أُورُشَلِيمَ فِي الشَّهْرِ الْخَامِسِ.
دعوة خادم
٤ فَكَانَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَيَّ قَائِلاً:
٥ «قَبْلَمَا صَوَّرْتُكَ فِي الْبَطْنِ عَرَفْتُكَ، وَقَبْلَمَا خَرَجْتَ مِنَ الرَّحِمِ قَدَّسْتُكَ. جَعَلْتُكَ نَبِيًّا لِلشُّعُوبِ».
٦ فَقُلْتُ: «آهِ، يَا سَيِّدُ الرَّبُّ، إِنِّي لاَ أَعْرِفُ أَنْ أَتَكَلَّمَ لأَنِّي وَلَدٌ».
٧ فَقَالَ الرَّبُّ لِي: «لاَ تَقُلْ إِنِّي وَلَدٌ، لأَنَّكَ إِلَى كُلِّ مَنْ أُرْسِلُكَ إِلَيْهِ تَذْهَبُ وَتَتَكَلَّمُ بِكُلِّ مَا آمُرُكَ بِهِ.
٨ لاَ تَخَفْ مِنْ وُجُوهِهِمْ، لأَنِّي أَنَا مَعَكَ لأُنْقِذَكَ، يَقُولُ الرَّبُّ».
٩ وَمَدَّ الرَّبُّ يَدَهُ وَلَمَسَ فَمِي، وَقَالَ الرَّبُّ لِي: «هَا قَدْ جَعَلْتُ كَلاَمِي فِي فَمِكَ.
١٠ اُنْظُرْ! قَدْ وَكَّلْتُكَ هذَا الْيَوْمَ عَلَى الشُّعُوبِ وَعَلَى الْمَمَالِكِ، لِتَقْلَعَ وَتَهْدِمَ وَتُهْلِكَ وَتَنْقُضَ وَتَبْنِيَ وَتَغْرِسَ».

رسالة غير شعبية ( 1: 1 – 3 )
إرميا هو أطول كتاب في الكتاب المقدس. إرميا، هو كاهن وفرد من أفراد أسرة حلقيا، خدم في أورشليم من عهد الملك يوشيا في 627 إلى زمن تدمير المدينة في عام 586 قبل الميلاد، خدم تحت آخر خمس ملوك ليهوذا. كان هذا الوقت مليء بالفوضى، الأخلاقية والسياسية والروحية للأمة. لمدة أربعين عاماً، إرميا بشر برسالة التوبة، محذراً من حكم وشيك الوقوع، لكن رسالته لم تأثر أو تغير في قلوب الناس إلا قليلاً. بفقر مدقع ووحدة، واجه عقوبة السجن والنفي إلى مصر والرفض من الأهل والأصدقاء، وكذلك الاضطهاد من الملوك ومن العامة. طوال حياته، قاوم هذا النبي وحده، معلناً رسالة الله عن الدينونة، معلناً العهد الجديد، والبكاء على مصير بلده الحبيب. ومع ذلك، ظل إرميا مخلصاً لله ومطيعاً للدعوة. الموضوع الأساسي لرسالة إرميا واضح : "توبوا وارجعوا إلى الله، وإلا فإنه سوف يعاقبكم".

دعوة خادم ( 1 : 4 – 10 )
الآيات 4-19 هي السيرة الذاتية التي تُعلل دعوة إرميا للتبشير برسالة التوبة إلى يهوذا. في زمن دعوته، كان النبي لا يزال شاباً (عدد 6)، الكلمة المستخدمة هنا تعني أنه كان يعتمد مالياً على والديه. وعلاوة على ذلك، كان عديم الخبرة وخجول. مع ذلك، يقول الله أنه كان قد عين إرميا ليكون رسولاً للأمم حتى قبل ولادته (عدد5 ، 10). عندما يدعو الله شخص ما لخدمته فإن حداثة السن وعدم الخبرة لا تجعله غير كفء، لأن الله يجهَز ويدعم من يرسلهم لخدمة ما. الرب يقول حرفياً للنبي الشاب أن لا يخاف "وجوه الناس" بمعنى، أن لا ينظر إلي وجوههم لمعرفة ما إذا كانوا يأذنون، حيث أن الإذن الوحيد الذي يحتاج إليه هو من الرب (عدد 8). على الرغم من الانتقادات وعدم شعبيته والاضطهاد، استمر إرميا ليسلم رسالة الله بأمانة لأمة يهوذا. بذلك، يكرّم الله ويعلن إيمان وشجاعة، ويفضّل الطاعة على تفضيلاته الشخصية.

التطبيق

- ما الذي دعاك الرب لتفعله؟ هل أنت أمين في ذلك؟ أم هناك خوف من الإنسان الذي يمنعك من الارتقاء إلى الإمكانات التي وهبها الله لك؟ دعا الله إرميا، ليس لأنه كان كفء، ولكن لأنه كان مخلصاً.
- عندما تشعر بالإحباط أو أنك غير مؤهل، تذكر أن تعيينك لم يكن مبنياً على قرار من مجلس إدارة أو تطوعاً منك، أنت في المكان الذي أنت فيه لأن الرب دعاك أن تكون هناك.

الصلاة

يا رب، شكراً لك على دعوتك لشخص مثلي لخدمتك. أشكرك لأن دعوتك لا تتركني وحدي، بل وعدك يدعمني، حتى خلال أصعب التجارب. في اسم يسوع أصلي. آمين



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6