تدريب على فعل الخطيئة ( 9 : 1 – 6 )
كما يقول المثل القديم، التدريب يصنع الكمال. هذا صحيح بالنسبة لمعظم الأشياء في الحياة، ولكن عندما يتعلق الأمر بالخطيئة، فإنها غير منطقية بقدر كبير لأنه لا يوجد شيء اسمه الخطيئة الكاملة. ومع ذلك، كلما نمارس الخطيئة أكثر، كلما تعمقنا فيها أكثر، وهذا يعني أن خطايانا تصبح أكثر تعقيدا وشدة. خذ الكذب، على سبيل المثال. نبدأ بأكاذيب بسيطة ثم نتعلم أن نبني شبكات معقدة من الأكاذيب التي تنطوي على مستويات مختلفة من الخداع. عندما نبدأ في تجربة الجنس أو المخدرات، نبدأ بالأشياء الأساسية، وعندما تصبح مملة، ننتقل إلى المزيد من الممارسات الخطيرة. الله يصف شعبه هنا ليس فقط بأنهم يفشلون في الطاعة، ولكن في الواقع يعملون بجد لتدريب أنفسهم على الخطيئة. يتدربون مثل الرماة المحترفين على الكذب (عدد 3) ويتعبون أنفسهم بفعل ذلك (عدد 5). لو كانوا فقط يحاولون جاهدين بنفس القدر ليكونوا مقدسين!

التعامل بعدل مع الخطيئة ( 9 : 7 – 9 )
في الآية 7، الله يقول أنه لا يوجد سوى خيار واحد يمكن أن يتخذه رداً على خطيئة شعبه، وهو "أُنَقِّيهِمْ وَأَمْتَحِنُهُمْ". قد يسأل قارئ زكي، "هل حقا الله لديه خيار واحد فقط؟ أليس لديه لديه أيضاً خيارات الغفران لهم كلياً أو تدميرهم والبدء من جديد؟ "ولكن استعراض قصة العهد القديم يجعل من الواضح بأن الله في الحقيقة لم يبق سوى خيار واحد لنفسه عند هذه النقطة. بالرجوع إلى أيام نوح، وعد الله البشرية بأنه لن يمحيهم مرة أخرى بسبب خطاياهم (تك 8 : 21 -22 ) . أيضاً، لأن الله قدوس وإله عادل، ويجب عليه معاقبة الخطيئة وإلا ضاعت العدالة الأخلاقية على الأرض. لذلك، الله لا يمكنه ببساطة أن يغفر جميع خطايا يهوذا الفظيعة. الخيار الوحيد الذي سيأخذه الله في الحسبان هو إعادة تأهيل شعبه من خلال التأديب.