إيمان إبراهيم ( 11 : 8 – 12 )
إبراهيم معروف بابو الإيمان، وهذا لأسباب وجيهة. فهو يبرز بين جميع شخصيات العهد القديم بإيمانه بالله - حتى في أكثر الأمور التي لا تصدق - عندما لم يُصدق أي شخص آخر. لإيمانه، لم يذكر إبراهيم فقط من قِبل كاتب العبرانيين، بل أيضاً من قِبل بولس ويعقوب في عدد قليل من رسائلهم. إبراهيم هو نموذجا لهذا الشخص الذي أعلن عن بره بإيمانه (رومية 4 : 3 & غلاطية 3 : 6 & يعقوب 2 : 23). إيمان إبراهيم لديه نظرة أخروية قوية، حيث أن، ثقته في الحاضر كانت مستندة على توقعات مستقبلية. فهو انتقل إلى أرض أجنبية، وعاش في الخيام بين سكانها "لأَنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ الْمَدِينَةَ الَّتِي لَهَا الأَسَاسَاتُ،" (الآية 10). انجب ابنه إسحاق في سن كبيرة لأنه تطلع إلى ذريته الذين سيصبحون "مِثْلُ نُجُومِ السَّمَاءِ فِي الْكَثْرَةِ" (الآية 12).

مدينة سماوية (11 : 13 - 16)
في أوائل القرن الـ 20، كان هناك موجة من الهجرة إلى أمريكا من أوروبا. العديد من المهاجرين الأيرلنديين والإيطاليين والألمان والبولنديين قاموا برحلة صعبة عبر الأطلسي على أمل تحقيق "الحلم الأميركي"، حيث اعتقدوا أن أميركا هي فعلا أرض الفرص، وفي قلوبهم صدّقوا في وعود الثروة والرخاء لجميع الذين عملوا بجد. فيما بعد تبين لهم أن الحلم الأميركي كان مجرد حلم كاذب بالنسبة للكثيرين منهم. كانت الأمور ليست سهلة أو ناجحة كما كانوا يتوقعون. لكن "الحلم السماوي"، الوعد بمدينة جديدة أعدها الله، ليس ضرباً من الخيال. مثل المهاجرين المذكورين أعلاه، فرجال الإيمان في رسالة إلى العبرانيين تاقوا إلى مدينة أفضل، وهي المدينة السماوية (عدد 16). على الرغم من أنهم ماتوا دون أن يتلقوا المواعيد (عدد 13)، سينالون شوقهم في نهاية المطاف في المدينة التي أُعدت من أجلهم.