Mon | 2012.May.28

الحب الحازم

الرسالة إلى العبرانيين 12 : 9 - 12 : 17


٩ ثُمَّ قَدْ كَانَ لَنَا آبَاءُ أَجْسَادِنَا مُؤَدِّبِينَ، وَكُنَّا نَهَابُهُمْ. أَفَلاَ نَخْضَعُ بِالأَوْلَى جِدًّا لأَبِي الأَرْوَاحِ، فَنَحْيَا؟
١٠ لأَنَّ أُولئِكَ أَدَّبُونَا أَيَّامًا قَلِيلَةً حَسَبَ اسْتِحْسَانِهِمْ، وَأَمَّا هذَا فَلأَجْلِ الْمَنْفَعَةِ، لِكَيْ نَشْتَرِكَ فِي قَدَاسَتِهِ.
١١ وَلكِنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ. وَأَمَّا أَخِيرًا فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرّ لِلسَّلاَمِ.
١٢ لِذلِكَ قَوِّمُوا الأَيَادِيَ الْمُسْتَرْخِيَةَ وَالرُّكَبَ الْمُخَلَّعَةَ،
١٣ وَاصْنَعُوا لأَرْجُلِكُمْ مَسَالِكَ مُسْتَقِيمَةً، لِكَيْ لاَ يَعْتَسِفَ الأَعْرَجُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ يُشْفَى.
١٤ اِتْبَعُوا السَّلاَمَ مَعَ الْجَمِيعِ، وَالْقَدَاسَةَ الَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ الرَّبَّ،
١٥ مُلاَحِظِينَ لِئَلاَّ يَخِيبَ أَحَدٌ مِنْ نِعْمَةِ اللهِ. لِئَلاَّ يَطْلُعَ أَصْلُ مَرَارَةٍ وَيَصْنَعَ انْزِعَاجًا، فَيَتَنَجَّسَ بِهِ كَثِيرُونَ.
١٦ لِئَلاَّ يَكُونَ أَحَدٌ زَانِيًا أَوْ مُسْتَبِيحًا كَعِيسُو، الَّذِي لأَجْلِ أَكْلَةٍ وَاحِدَةٍ بَاعَ بَكُورِيَّتَهُ.
١٧ فَإِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَيْضًا بَعْدَ ذلِكَ، لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرِثَ الْبَرَكَةَ رُفِضَ، إِذْ لَمْ يَجِدْ لِلتَّوْبَةِ مَكَانًا، مَعَ أَنَّهُ طَلَبَهَا بِدُمُوعٍ.

بدون ألم لا يوجد ربح (12 : 9 – 13 )
سمعنا عن القول المأثور: "لا ألم، لا ربح" هناك الكثير من الحقيقة بشأن هذا القول البسيط، والكتاب المقدس نفسه يقول الشيء نفسه. في نص اليوم، نقرأ عن غرض، ونتيجة تأديب الله. الغرض من العقاب هو إلحاق الألم والمعاناة، أو أن يفرج المعاقِب عن غضبه. أمّا الغرض من التأديب فهو التعليم، التصحيح، وبناء التلميذ لفائدته أو لفائدتها (عدد 10). نتيجة العقاب مرارة وعلاقة مجروحة وموت. نتيجة التأديب هي علاقة أفضل (عدد 9) وقداسة (عدد 10)، بر وسلام (عدد 11)، وقوة (عدد 12)، وتضميد الجراح (عدد 13). فرق لا يُصدق! على الرغم من أن العقاب والتأديب متشابهان إذا نظرنا بسطحية حيث أن كلا منهما غير سار ومؤلم، لكن اختلاف الغرض بينهما يؤدي إلى نتائج متضادة. كما اكتشفنا بالأمس، فتأديب الله هو تعبير عن محبته ونعمة.

وقت محدود ( 12 : 14 – 17 )
على النطاق الكوني، صبرالله بلا حدود. إنه لا يشعر بأن عليه أن يتسرع لكنه يتحكم في التاريخ بيد راسخة. ومع ذلك، على المستوى الشخصي، فصبر الله محدود؛ فهو سيعطي الناس فترة معينة فقط من الوقت ليستجيبوا قبل أن يتركهم من أجل العثور على شخص آخر. فإننا نرى هذا المبدأ فعَال في جميع أجزاء الكتاب المقدس وكاتب رسالة العبرانيين يتوسع في ذلك مرة أخرى في هذا النص.
كمسيحيين، نحن مدعوون لنعيش في توتر بين الحقائق المتعارضة. الله هو صاحب السيادة والبشر أحرار ومسؤولين عن أفعالهم. هاتين الحقيقتين يصعب التوفيق بينهما، ولكن يجب أن نعيش الحقيقتين في توتر دائم. النعمة والخوف هما حقيقتين أخريين يجب أن تبني كلتاهما معاً. قلوبنا ينبغي أن تكون في سلام بسبب ضمان الخلاص، ولكن يجب علينا أيضاً أن نخاف الله ونعيش بحكمة، وأن نبتعد عن كل شر.

التطبيق

- الله دائماً يؤدبنا بطريقة ما. استغرق بعض الوقت للتفكير في الطريقة التي يؤدبك بها الله في هذه اللحظة، والزم نفسك بأن تتعاون مع هذا العمل. إذا اعترفت وتعاونت، وسوف تكون هذه العملية مثمرة أكثر بكثير.
- ما هو موقف الاعتراف في حياتك هذه الأيام؟ تحذير عيسو ينبغي أن يكون كافياً ليجعل كل شخص يتوقف للحظة. كمسيحيين، يجب أن نكون حذرين وأن لا نحط من قيمة النعمة ولكن نعيش في ظل مخافة الرب.

الصلاة

أيها الرب السيد، أشكرك على نعمتك. أجعلني لا أعتبر نعمتك أمراً مفروغا منه، ولكن اجعلني أعيش حياتي بطريقة أقدر بها نعمتك، واسعدك. ادبني حتى أستطيع أن أصبح أكثر شبهاً بالمسيح، الذي أصلي باسمه. آمين



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6