Thu | 2012.May.03

خلاص عظيم

الرسالة إلى العبرانيين 2 : 1 - 2 : 10


إنتبه!
١ لِذلِكَ يَجِبُ أَنْ نَتَنَبَّهَ أَكْثَرَ إِلَى مَا سَمِعْنَا لِئَلاَّ نَفُوتَهُ،
٢ لأَنَّهُ إِنْ كَانَتِ الْكَلِمَةُ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ صَارَتْ ثَابِتَةً، وَكُلُّ تَعَدٍّ وَمَعْصِيَةٍ نَالَ مُجَازَاةً عَادِلَةً،
٣ فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصًا هذَا مِقْدَارُهُ؟ قَدِ ابْتَدَأَ الرَّبُّ بِالتَّكَلُّمِ بِهِ، ثُمَّ تَثَبَّتَ لَنَا مِنَ الَّذِينَ سَمِعُوا،
٤ شَاهِدًا اللهُ مَعَهُمْ بِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ وَقُوَّاتٍ مُتَنَوِّعَةٍ وَمَوَاهِبِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، حَسَبَ إِرَادَتِهِ.
إنسان مثالي
٥ فَإِنَّهُ لِمَلاَئِكَةٍ لَمْ يُخْضِعِ الْعَالَمَ الْعَتِيدَ الَّذِي نَتَكَلَّمُ عَنْهُ.
٦ لكِنْ شَهِدَ وَاحِدٌ فِي مَوْضِعٍ قَائِلاً: «مَا هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَذْكُرَهُ؟ أَوِ ابْنُ الإِنْسَانِ حَتَّى تَفْتَقِدَهُ؟
٧ وَضَعْتَهُ قَلِيلاً عَنِ الْمَلاَئِكَةِ. بِمَجْدٍ وَكَرَامَةٍ كَلَّلْتَهُ، وَأَقَمْتَهُ عَلَى أَعْمَالِ يَدَيْكَ.
٨ أَخْضَعْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ». لأَنَّهُ إِذْ أَخْضَعَ الْكُلَّ لَهُ لَمْ يَتْرُكْ شَيْئًا غَيْرَ خَاضِعٍ لَهُ. عَلَى أَنَّنَا الآنَ لَسْنَا نَرَى الْكُلَّ بَعْدُ مُخْضَعًا لَهُ.
٩ وَلكِنَّ الَّذِي وُضِعَ قَلِيلاً عَنِ الْمَلاَئِكَةِ، يَسُوعَ، نَرَاهُ مُكَلَّلاً بِالْمَجْدِ وَالْكَرَامَةِ، مِنْ أَجْلِ أَلَمِ الْمَوْتِ، لِكَيْ يَذُوقَ بِنِعْمَةِ اللهِ الْمَوْتَ لأَجْلِ كُلِّ وَاحِدٍ.
١٠ لأَنَّهُ لاَقَ بِذَاكَ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ الْكُلُّ وَبِهِ الْكُلُّ، وَهُوَ آتٍ بِأَبْنَاءٍ كَثِيرِينَ إِلَى الْمَجْدِ، أَنْ يُكَمِّلَ رَئِيسَ خَلاَصِهِمْ بِالآلاَمِ.

إنتبه! ( 2 : 1 – 4 )
بعد ما درسنا عن رفعة المسيح على الملائكة، الكاتب الآن يحثنا على أن نولي اهتماماً دقيقاً. توقف! إن تخوف الكاتب لا ينصب على اتجاه تمرد ورفض، لكنه تخوف من الامبالاة الخفيفة. لهذا السبب، هو يحمسنا على أن نفكر بعمق في آثار الإنجيل الرائعة، "لِئَلاَّ نَفُوتَهُ" (الآية 1). الكثير من المؤمنين يبدأون بشكل جيد، لكن مع مرور الوقت يسمحون ببساطة لأنفسهم بأن ينجرفوا بعيداً. هم يرتدّون ليس بسبب مشكلة إيمان واحدة كبيرة، ولكن بسبب آلاف من التنازلات الصغيرة التي ببطء ينتج عنها الانجراف عن المسيح. مثل هذا الإهمال ربما يكون أكثر خطورة من التمرد الصريح، لأنه خفي وسهل الحدوث. الحل هو أن نولي اهتمام أكثر "لمثل هذا الخلاص العظيم" الذي لدينا في المسيح والعمل المستمر من قبل الروح القدس.

إنسان مثالي ( 2 : 5 – 10 )
كاتب رسالة العبرانيين يطبق مزمور 8 على المسيح، الذي وضع الله كل الأشياء تحت قدميه. يسوع هو التحقيق لمصير الإنسان، حتى وهو يمثل تجسيد لمقاصد الله. لكن كيف يمارس ويطبق السلطة التي قصدها الله للإنسان بالسلطان والسيادة على كل شيء؟ كيف يكون يسوع كإنسان كامل متوج بالمجد والكرامة؟ الجواب مذهل للغاية: "مِنْ أَجْلِ أَلَمِ الْمَوْتِ، لِكَيْ يَذُوقَ بِنِعْمَةِ اللهِ الْمَوْتَ لأَجْلِ كُلِّ وَاحِدٍ " (عبرانيين 2 : 9). وكانت لحظة حياته الأكثر إنسانية هي أيضاً أكثر لحظة قد تشبه فيها بالله. إله يدخل في المعاناة البشرية ويجلب نعمته ليتحمل الخطية. الله لا يريدنا أن نأخذ ثمرة الخلاص وننسى الشجرة القبيحة التي جاءت منها تلك الثمرة، تلك الشجرة هي الصليب، الذي كان سُمّر عليه جسد المسيح وغطاه دمه.

التطبيق

- ما هي بعض الطرق التي تحتاج إلى التوقف عندها وتوليها اهتمام أفضل؟ لتتب عن الطرق التي تجرفك بعيداً عن مثل هذا الخلاص العظيم الذي لدينا في المسيح.
- المعاناة ليست موضع ترحيب في حياتنا أبداً. مع ذلك، فالخلاص يعني أن المسيح قد دخل في معاناتنا وشاركها بشكل أعمق مما يمكننا أن نتصور. فلتدعو السيد المسيح إلى المناطق المؤلمة والمحبطة في حياتك.

الصلاة

الله القدير، علمني أن أكون منتبه. اغفر لي الانجراف، ولو قليلا، عن الخلاص العظيم الذي اشتراه لي يسوع. أسكن نفسي في آمان في ملجأ نعمتك. ليكن كل المجد للسيد المسيح. في اسم يسوع أصلي. آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6