المسيح و داود ( 41 – 44 )
بعدما قدم الفريسيون و الصدوقيون أسئلتهم، سألهم يسوع عن ما الذى يطنونه فى شخص المسيح ، و كان الفريسيون يعرفون أنه يأتى من نسل داود، لكنهم لم يفهموا من الأسفار المقدسة انه الله ذاته. فأشار إلى مزمور(110 :1 ) الذى يقول فيه داود انه سمع الله يتكلم مع مسيحه و يخبره أن يجلس عن يمينه حتى يضع أعداءه تحت قدميه، و يدعو داود المسيا ربه، إذاً كيف يكون المسيا إبن داود؟ و كيف يكون رب داود فى وقت واحد؟! و هنا عمل يسوع ما كان يجتهد أن يصنعه دائماً، فأراد أن يكشف ستار الأفكار عن المسيا، و يصلح أفكارهم من جهته، حتى ينصرفوا عن الأرضيات الخيالية، و ينتظروا المسيا الملك على قلوب الناس و حياتهم و حياتك أنت أيضاً، فلا تسمح أن تميل لفكر الله حسب فكرك البشرى المحدود بل خاضعاً لفكر الله و عظمة اللة الحقيقية.

التحذير من معلمى الشريعة ( 45 – 47 )
اعتاد الكتبة والربيون قبول الكرامة ومحبة الشرف من الناس ، وكانت لهم قوانين وضعوها بعناية فائقة وبها عرفوا كيف ينالون الأسبقية في الكرامة ، فكان الربي الكبير في التعليم يأخذ الأولوية في الولائم وفي كل شئ كالأكبر والأقدم ،وادعوا لأنفسهم الاحترام أكثر من الوالدين كما اتهم يسوع الكتبة بابتلاع بيوت الأرامل، و كان الشرع يقضى أن يعلم الربى بدون مقابل لكونهم تجاراً و ينبغى أن يكتفوا بثمر و بتعب أيديهم . فأحل الرؤساء المزايا المرتبطة بوظائفهم، و كانوا يخدعون الفقراء و المساكين للحصول على مزيد من المزايا.لذلك أوضح يسوع أن الله يدين الناس عندما يستخدمون مراكزهم لقضلء مصالحهم الذاتية ولنيل فوائد خاصة ، فيجب أن تؤدي عملك بنزاهة و أمانة، و عدم إستغلال موقع المسئولية فى خداع الآخرين ، بل كن قدوة فى الرحمة والعدل و لا تسمح لنفسك أن تستغل مكانتك فى أن تفعل ما تشاء بالآخرين.

العطية الثمينة ( 1 – 4 )
لقد أعطت هذه الأرملة كل ما تملك، فهى لم تضع الفلسين و هى منتظرة مصدر ما لتكسب منه المال ، لكنها أعطت دون النظر إلى ما يحدث بعد ذلك ، فكانت تقدمتها تضحية كبيرة، فإن كنت تعتبر انك تدفع نسبة من الدخل لله إنجاز عظيم ، فأنت تشبه الباقين الذين أعطوا القليل فقط من الزائد عن حاجتهم. و نحن كمؤمنين يجب أن نتعلم من هذه الأرملة التى أعطت كل ما
عندها ، فتعلم أن تزيد من عطاياك سواء من الأموال أو من الوقت أو من المواهب واثقاً أن الله وحده هو الذى يعطى المال.