إنكار بطرس ليسوع ( 54 – 62 )
لقد سقط بطرس فى تجربة يتعرض لها أقوى الشجعان بطولة و مهارة، فقد يسير الشجاع إلى مكان الخطر أكثر من الرجل الذى يبحث عن الامان ، و إحتمال التجربة هو الثمن الذى يدفعه الإنسان عندما يخاطر بفكره أو بعمله، و هذا ما فعله بطرس عندما تبع يسوع و أنكر يسوع ثلاث مرات ، فهو كان واثقاً فى نفسه أكثر مما يجب، فهجم عليه الشيطان لأنه كان غير منتبهاُ و يقظاً بالرغم من تحذير يسوع له، لكن يسوع لم يكلمه كلمة واحدة أو يوبخه لكنه نظر إليه نظرة صامتة ، و كانت هذه النظرة اشد على بطرس من طعن السيف، و تسببت فى سيل الدمع المر. فعلينا أن نحذر من نقط الانهيار في حياتنا وألا نبالغ في الثقة بالنفس أو الاعتداد بها. فإن فشلنا يجب أن نتذكر أن المسيح يمكن أن يستخدم المعترفين بفشلهم. ومن هذه التجربة الصعبة تعلم بطرس درسا أفاده كثيرا في مسؤوليات القيادة التي اضطلع بها بعد ذلك.

ثبات خطة الله ( 63 – 71 )
لا يمكن أن نتصور أن يهان ابن الله كما يهان اللصوص و المجرمون و قطاع الطرق إلا إذا تصورنا اجيال البشرية و كل ما كان مستحقاً فيها هذا العقاب. فهل يقبل عقاباً هو واقع علينا فى كل ما مضى و فى كل ما هو آتٍ . لأنه من حيث هو: فهو الذى تمجده السموات، و إن كان قد نزل أرضنا فما تلوث بما يلوثها، قدوس بلا عيب و لا شر. و لما كان النهار اجتمع رؤساء الكهنة و الكتبة و شيوخ الشعب و اصعدوا المسيح إلى مجمعهم ليسألونه إن كان هو المسيح إبن الله ؟ فقال لهم أنتم تقولون، لأن هذا كان رد المسيح أن لا يجيب على سؤال إلا بسؤال. فإن كان سؤالهم صادقاً يقول أنتم تقولون. و حاولوا أن ياخذون منه شيئاً يمسكونه عليه ، حتى يجدون عريضة الإتهام مسنودة بشهود قدام بيلاطس، فلم يقل الرب يسوع فعليا إنه الله لكنه ببساطة أجاب بالإيجاب على سؤال رئيس الكهنة، قال "إني أنا هو". وقد قال يسوع عن نفسه إنه هو الله إذ استخدم لقباً عرف به الله في العهد القديم : "أنا هو" (خر 3: 14). وقد عرف رئيس الكهنة قصد يسوع واتهمه بالتجديف. ومع أن ادعاء الألوهية تجديف، إلا أن التجديف يشمل أيضا الهجوم على الله، وادعاء صفاته. وهذا القول يعد تجديفا لو قاله أي إنسان آخر، أما في هذه الحالة فهو حقيقي وليس تجديفا. وكان الموت هو عقوبة التجديف أي ادعاء الالوهية. وقد حصل رؤساء اليهود على الدليل الذي يريدونه.
فالله له قصد و خطة لحياتك حتى لو ضللت عن طريقه ، فيجب أن ترجع ثانياً له لإستكمال خطته في حياتك .