شركاء المسيح فى الآلام ( 1بط 4 : 1 – 6 )
من وضع في قلبه أنه مستعد للموت عن العالم من أجل المسيح، يكون له هذا كسلاح ضد إبليس. فإبليس دائمًا يأتي ليشتكى الله في آذاننا بأن الله لا يحبنا إذ قد تخلى عنا بسبب هذه التجربة أو ذاك المرض، فإذا وجدنا مستعدين لا أن نقبل المرض فقط بل لأن نموت يهرب منا مهزومًا. فالذي يجده إبليس متقبلًا الألم بفرح بل ومستعدًا للموت لأجل المسيح يهرب من أمامه إبليس مهزومًا. فينبغي علينا أن نكون مستعدين أن نصنع مشيئة الله وأن نتألم في سبيل ذلك لو لزم الأمر فحين تتألم أجسادنا أو تتعرض حياتنا للخطر تتضح معادننا تماما، وتبدو ملذات الخطية أقل أهمية لنا، و ذلك بمعونة الله. يكفي ما مضى أننا خسرناه بسبب سلوكنا حسب إرادة الأمم في الشرور. أما الآن فَعِوَض الذات البشرية بكل أفكارها وشهواتها، صار لنا المسيح المصلوب عاملًا فينا نحيا به. صار لنا به حياة النصرة والغلبة على الشهوات المحرمة. فإن من تتغير حياته، عند إيمانه، تغيرا جذريا، قد يحتمل التعيير والسخرية من أصدقائه القدامى، وإذ يسلك في الاتجاه العكسي تماما فإن حياته تدين أفعالهم الخاطئة. وليس هناك ما يخيف المؤمن لأن الرب يسوع المسيح سيدين الجميع (يو 5: 22).

إقتراب مجئ المسيح ( 1بط 4 : 7 – 11 )
يتضمن الاستعداد لمجيء المسيح النمو المستمر في المحبة نحو الله ونحو الآخرين. ومن المهم أن نصلي بانتظام وأيضا أن نمد اليد للمحتاجين. فإن أموالك ومقتنياتك وجاهك وسلطانك لا قيمة لها في ملكوت الله. إلا أنك ستحيا مع الآخرين إلى الأبد. لذلك استثمر وقتك ومواهبك فيما يحدث تأثيرا أبديا.
فلا يوجد في الكنيسة كلها إنسان بلا موهبة، ولا يوجد عضو في الكنيسة بلا عمل، ولأن كل عضو له عمل (أف 10:2) فالله يعطى له الموهبة (الوزنة) التي يكمل بها عمل الله، فالله يعطى ويوزع المواهب بالقدر الذي يرى فيه خلاصنا، فليس معنى أن إنسانا له موهبة أقل أن الله لا يحبه، فالمواهب تعطى لأولاد الله وبها يتكامل عمل الله في الكنيسة.
فالله يتمجد حينما نستخدم مواهبنا في مساعدة الآخرين، حسب وصاياه، فإنهم سيرون فينا يسوع، ويمجدونه على العون الذي نالوه. وربما كان بطرس، هنا، يتفكر في كلمات الرب يسوع : "هكذا فليضيء نوركم أمام الناس، ليروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات" (مت 5: 16).