Tue | 2013.May.21

بركات في الألم

رسالة بطرس الرسول الأولى 3 : 8 - 3 : 22


بركات في الألم
٨ والخلاصة، كونوا جميعا متحدين في الرأي، متعاطفين بعضكم مع بعض، مبادلين أحدكم الآخر المحبة الأخوية، شفوقين، متواضعين.
٩ لا تبادلوا الشر بشر، ولا الشتيمة بشتيمة. بل بالعكس: باركوا، فترثوا البركة، لأنه لهذا دعاكم الله .
١٠ فمن أراد أن يتمتع بحياة سعيدة وأيام طيبة، فليمنع لسانه عن الشر وشفتيه عن كلام الغش.
١١ ليتحول عن الشر ويفعل الخير. ليطلب السلام ويسع للوصول إليه.
١٢ لأن الرب يرعى الأبرار بعنايته، ويستجيب إلى دعائهم. ولكنه يقف ضد الذين يعملون الشر…
١٣ من يؤذيكم إن كنتم متحمسين للخير؟
١٤ وإن كان لابد أن تتألموا في سبيل البر، فطوبى لكم! لا تخافوا من تهديد الذين يضطهدونكم، ولا تقلقوا.
١٥ وإنما كرسوا المسيح ربا في قلوبكم. وكونوا دائما مستعدين لأن تقدموا جوابا مقنعا لكل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي في داخلكم
١٦ على أن تفعلوا ذلك بوداعة واحترام، محافظين على طهارة ضمائركم، سالكين في المسيح سلوكا صالحا، وعندئذ يخيب الذين يوجهون إليكم التهم الكاذبة ويشتمونكم كأنكم تفعلون شرا.
١٧ فإن كان الله يريد لكم أن تتألموا، فمن الأفضل أن تتألموا وأنتم تفعلون الخير لا الشر.
١٨ فإن المسيح نفسه مات مرة واحدة لكي يحل مشكلة الخطايا. فمع أنه هو البار، فقد تألم من أجلنا نحن المذنبين، لكي يقربنا إلى الله، فمات بجسمه البشري، ثم عاد حيا بالروح.
١٩ بهذا الروح نفسه، ذهب قديما وبشر الناس الذين أصبحت أرواحهم الآن في السجن.
٢٠ وذلك بعدما رفضوا البشارة في أيام نوح، عندما كان الله يتأنى صابرا طوال المدة التي كان نوح يبني فيها السفينة، التي نجا بها عدد قليل من الناس عبر الماء، ثمانية أشخاص فقط!
٢١ وعملية النجاة هذه مصورة في المعمودية التي لا نقصد بها أن نغتسل من أوساخ أجسامنا، بل هي تعهد ضمير صالح أمام الله بفضل قيامة يسوع المسيح،
٢٢ الذي انطلق إلى السماء، وهو الآن جالس عن يمين الله؛ وقد جعلت الملائكة والسلطات والقوات (الروحية) خاضعة له!

بركات في الألم
يناشد الرسول بولس المؤمنين بالإتحاد في الرأي و أن نكون مستعدين أن نشجع بعضنا البعض وأن نفرح لنجاح الآخرين، فحينما نسير في طريق الرب يهيج إبليس علينا ويثير رجاله الذين يتبعونه فيشتموننا ويدبرون ضدنا الشرور. وكلام الرسول يعنى أن شتائمهم لن تضركم ولن تمنع البركة عنكم، خصوصا لو كان ما يخرج من فمكم لهم هو كلمات البركة.
فلنكن صانعين سلام ، فهذا عمل أصعب بكثير من إثارة الحروب لكنه لا يثمر موتا بل حياة وسعادة. فغاية المؤمن أن يكون موضوع رضا الرب وسروره. فليس بالكثير عليه أن يقابل الشر بالخير، ويحب مضايقيه مادام هذا يرضي الرب. فلا يستطيع إنسان أن يؤذينا، ولا شيطان. ولكن الله يسمح ببعض الآلام لكي ينقينا، فهي للمنفعة وللبركة. ولكن الإنسان يؤذى نفسه بصنعه الشر. ونحن لن نخاف من إنسان إن كان لنا خوفًا مقدسًا من الله. ونحن نطرد خوفنا من الناس بالخوف من الله. فينبغي أن نكون مستعدين دائما أن نجاوب برقة ووداعة وأدب واحترام، كل من يسألنا عن إيماننا وأسلوب حياتنا أو مفهومنا المسيحي. فهل رجاؤك في المسيح واضح أمام الجميع؟ وهل أنت مستعد أن تخبر الآخرين عن عمل المسيح في حياتك؟ . فيتدرب المؤمن على حياة الاحتمال والحب للمضايقين له على يدي معلمه الرب يسوع المتألم. فمنه وبه ينال قوة داخلية لقبول الألم بشكر. بحسب المنطق البشري حينما يتألم الإنسان من أجل ذنب اقترفه يجد ما يعزيه أنه مستوجب لهذا الألم. أما فكر ربنا يسوع فهو منطق الحب الإلهي أنه يليق بنا بالحري أن نفرح عندما نتألم ظلمًا. إذ يكون مبعثها الحب وهذه "تُنْشِيءْ أكثر فأكثر ثقل مجد أبديًا"
فيجب أن نتشبه بالمسيح في احتمال الألم حتى وإن كنا أبرار فهو تألم وهو بار. بل لنا مثال آخر في المسيح فهو بعد أن تألم تمجد في السماء وهذا ما يدفع بالمؤمنين لاحتمال الألم، أنهم يؤمنون بأن لهم مجدا معدا في السماء بل كلما زاد الألم يزداد المجد. فأخبار المسيح السارة ليست محدودة. وأنه قد كرز بها في الماضي كما في الحاضر. وأنها وصلت إلى الموتى كما وصلت إلى الأحياء. فقد أعطى الله كل إنسان الفرصة ليأتي إليه. لكن هذا لا يعني فرصة ثانية لمن رفضوا المسيح في هذه الحياة. والمعمودية هي موت وقيامة مع المسيح، ويجب على المؤمنين الذين بدأوا بداية جديدة مع المسيح أن يموتوا عن الخطية ،ويستمدوا السلوك الجديد الذي يرضي الله من خلال قوة المسيح العاملة في حياتهم بالروح القدس .

التطبيق

المسيح تألم مثالاً لنا ،دع نموذج المسيح أمامك وانظر إليه دائماً .
اختار أن تبارك الناس ، راجع كلماتك وتب عن كل كلمة شريرة ، واختار من الآن أن تبدأ في التفوه بكلمات من الكتاب المقدس بدلاً من كلمات العالم .
قرر أن تكون مصدر تشجيع للآخرين ومدعم للوحدة ، وأبدأ من الآن .

الصلاة

أشكرك يا إلهي المحب لأجل المراحم والحنو التي أظهرتها لي من خلال شخص الإبن الذي تألم لأجلنا ،ساعدني لأنظر إليه دائماً وأتمسك بالإيمان ، ساعدني لأشجع الآخرين وأباركهم في اسم المسيح آمين .



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6