خطيئة جنسية (1 : 26 – 27 )
يؤكد بولس بوضوح وبشدة في الجزء الكتابي السابق تحدي البشرية فيما يتعلق "بإستبدال" كلا من مجد الله بالتماثيل ( عدد 23) وحق الله بما هو باطل (عدد 25).
وإحترام الله لخيار المتمرد. حيث سيسمح الله للإنسانية بأن تعاني من عواقب طريقها الفاسد، إذا تمردت عليه. كما يكرر بولس مرتين أن الله " أَسْلَمَهُمُ " للخطايا الجنسية (عدد 24 ، 26). حيث أن الفساد الجنسي يرتبط بالوثنية والخداع ،فالنجاسة الجنسية تمثل تدهور الطبيعة البشرية. فالإنسان خُلق على صورة الله ككائن فريد من نوعه، لقد خلق الناس لتتبادل الحميمية في علاقات وفية تتصف بالثقة التي تكرم و تحترم الطرف الآخر.أما شهوة الفجور الجنسي فهي تعامل الناس ككائنات شهوانية مجردة الشخصية وتعرف في الدرجة الأولى بأنها كائنات تشبع نزواتها الغير مشروعة. فالإشباع الجنسي لدى المثليين يدفعهم إلى ما هوأبعد من مجرد إنكار حقيقة خليقة الله للبشرية كذكر وأنثى .

ذهن ضال ( 1 : 28 – 32 )
و يُبرز بولس هنا مرة أخرى رفض وإنكار الشعب لله ، حيث أنهم يرفضون معرفة الله الذي هو مصدر كل حق . ولذا فالعواقب وخيمة حيث أنه "أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى ذِهْنٍ عَاطِلٍ عَنِ التَّمْيِيزِ" ( عدد 28 ) .تعدد و تدفق الحجة يجعل من الواضح أن الله يسمح لخطية البشرية بأن تأخذ مجراها وأن الحكم الإلهي يكمن جزئيا في الفوضى التى تجلبها الخطيئة معها . حيث أن بدون نور المعرفة الإلهية، يستقر ضباب أخلاقي على الإنسانية حيث أن أذكى الناس تتصرف بحماقة. فالخطيئة تحجب تفكير الشخص. ويصبح الشعب قصير النظر، وغير قادر على رؤية الحياة من منظور أبدي، ولذا فهم يسعون نحو شتى أنواع المطامع التي قد توفر لهم الإرضاء الوقتي ولكن مع الآثار المدمرة ، كما أنهم أصبحوا أيضاً ينظروا إلى الأمور من جانب واحد و غير قادرين على رؤية الحياة من منظور الشخص الأخر، ولذا فهم يسعون لتحقيق مطامعهم الأنانية التي تسلب منهم سعادتهم و علاقتهم العاطفية .