الرحمه الغير مفهومة (11: 25 - 32 )
سيرحم الله بني إسرائيل المتمردين مرة أخرى تماما كما رحم الأمم.حيث إن هناك مستقبل لإسرائيل إذا لم تستمر في عدم إيمانها، فقساوة قلوبهم نحو الله هي مجرد قساوة " جُزْئِيًّة " (عدد 25). على الرغم من أن ما يعنيه بولس "بجميع إسرائيل" هو أمر مثير للجدال،إلا أن من المؤكد أن" هِبَاتِ اللهِ وَدَعْوَتَهُ هِيَ بِلاَ نَدَامَةٍ"(عدد 29). فكما كنا متمردين في يوم من الأيام لكننا وجدنا الرحمة في أعين الله؛ فهذا هو أيضا الحال بالنسبة لبني إسرائيل – فلا أحد يستحق رحمه الله، ولكنه سيرحم الجميع، سواء من الأمم أو بني إسرائيل (عدد 32). حيث إن الله يعرف قلوبنا الشريرة، و يعرف أيضا إلى أي مدى نحن فاسدون. و لكن رحمته هي هبة مجانية لنا، وليست شيئا يمكن أن نكسبه بمجهودنا. ولا يمكننا أن نفعل أي شيء صالح دون رحمه الله؛ و يجب علينا دائما أن نتكل عليه باستمرار، لأنه هو وحده رجاؤنا وطريق صلاحنا.

طرق الله الغامضة ( 11 : 33 – 36 )
لقد ارتفعت طرق و أفكار الله عن طرقنا وأفكرنا (إشعياء 55 : 9 ) بالرغم من أنه تم الكشف عن بعض الأسرار، إلا أننا بالتأكيد لا نستطيع فهم واقع عمق أفكار الله الغامضة . يستلخص بولس أفكاره بشأن العلاقة بين اليهود والوثنيين مع تهليل حمد مبهج: يَا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ! (عدد 33)!و لا يعرب بولس عن الإحباط. ولكنه بدلاً من ذلك، يقبل بتواضع حقيقة أن المعرفة البشرية هي قصيرة النظر و محدودة ؛ ويعبر في الوقت نفسه عن حمده لله من أجل كشفه عن بعض الحقائق للبشر. وهذا ينبغي أن يكون اتجاهنا أيضا. ويجب أن يكون لدينا ثقة ويقين في أن الله نفسه هو الذي اختار أولاً أن يكشف عن نفسه لنا؛ ويجب علينا أن نقدر هذه الأمور التي تم الكشف لنا عنها. ويجب أن نتذكر أيضا أنه لم يتم الكشف لنا عن كل الأسرار، وأن حكمته غير مفهومة.