تكلفة التلمذة ( 25 – 33 )
سار يسوع في طريقه إلى أورشليم ، وهو عالم أنه في طريقه إلى الصليب ، بينما افتكر الذين معه أنه في طريقه ليملك ، ولهذا تكلم معهم بوضوح وقال : إن من يتبعه لا يسير إلى قوة عالمية ومجد ، بل يجب أن يكون مستعداً للتضحية بنفسه وبالأشياء الثمينة في الحياة ، وأن يحتمل الآلام ولو كانت آلام الصليب ، فلا توجد محبة في العالم وفي الحياة تفوق محبة المسيح ،فقد تتبع المسيح وأنت لست تلميذاً ، أي أن تكون خادماً في مهمة دون أن تحمل مسؤليتها أو تلتزم بما يطلب منك ،فهناك فرق بين من يتبع يسوع ومن يعمل مشيئته ، لذلك إن اخترت تبعية المسيح يجب أن تحسب حساب النفقة مثل من يبني برجاً لئلا يستطيع اكمال البناء ، فتكاليف المسيحية غالية ، لكن من يتممها لا يترك بمفرده لأن الذي دعاه في هذا الطريق يسير معه خطوة بخطوة ، ويكون معه حتى آخر الطريق حتى يدخله المجد الأبدي ، فهل أنت مستعد لتتبع المسيح و لدفع تكلفة هذه التبعية ؟

تأثير التلاميذ ( 34 ، 35 )
يحذر و يؤكد يسوع أنه متى فقد الشئ قيمته ، ولم يقم بالواجب الذي وجد لأجله يكون بلا منفعة فيداس بالأقدام ،ويستعمل يسوع الملح هنا رمزاً للحياة المسيحية ، والملح يستعمل في حفظ الأشياء طازجة ، فالمسيحية الحقيقية تحفظ العالم من الفساد ، والفرد المسيحي ينبغي أن يكون ضمير تابعيه ، كما تكون الكنيسة ضمير الأمة ،فيجب أن يكون المسيحي الرائحة الذكية للجيل الذي يعيش فيه ، وأن تكون الكنيسة مؤيدة وقاعدة للحق وتحفظ مركزها ضد الفساد بدون خوف أو تردد ،وتكون صاحبة الرجاء ولها فرح وشفقة تعطي مذاق خاص للحياة لنشر الخير ، فهل نحن مؤثرين أم فقدنا تأثيرنا ؟