Sat | 2013.Aug.31

ميلاد يسوع

إنجيل متى 1 : 18 - 1 : 25


إما هي كاذبة أو فقدت عقلها!
١٨ أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ، قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا، وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.
١٩ فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارًّا، وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا، أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرًّا.
٢٠ وَلكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هذِهِ الأُمُورِ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً:«يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ. لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.
٢١ فَسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ».
خلاص الله وحضوره
٢٢ وَهذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ الْقَائِلِ:
٢٣ «هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللهُ مَعَنَا.
٢٤ فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ، وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ.
٢٥ وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ.

إما هي كاذبة أو فقدت عقلها! (مت1: 18-21)
يوضح هذا الجزء الدرامي قوة المشاعر الإنسانية التي ترافق تحدي الإيمان. لك أن تتخيل كيف وقف يوسف حائرا عندما علم بحمل مريم، ومدى فزعه عندما شرحت مريم أنها حملت بهذا الطفل من الروح القدس. فهي إما كاذبة أو فقدت عقلها. و كان فيما يبدو له أن الانفصال هو الحل الوحيد أمامه. ولكن يأتي ليوسف ملاك الرب و يحثه على الزواج من مريم لأن قصتها التي لا يمكن تصديقها كانت بالفعل حقيقة. فلتتخيل حالة الذهول التي مما لا شك فيه كان يشعر بها يوسف، حيث إن الله قد فعل شيئا لم يفعله من قبل وهو أن مريم لن تكون فقط زوجة يوسف بل هي الاناء الذي سيستقبل منه العالم أعظم بركة عرفها التاريخ. إن الله قد تخطى احتمالات يوسف المنطقية إلى منطقة التدخل الإلهي . إن الإيمان هو طريقنا الوحيد لرؤية ما هو أبعد من مجرد الحلول المتوقعة للمواقف الرهيبة.

خلاص الله وحضوره (مت 1: 22-25)
قد ربط متى بين أمر الملاك الذى أخذه يوسف لكي يسمي الطفل "يسوع" وبين نبوءة اشعياء (اش 7: 14) والتي تعلن أنه اسمه سيدعى عمانوئيل. إن المسيح هي كلمة يونانية مقابلة للكلمة العبرية يشوع الذي يعني " يهوه المخلص" وعمانوئيل تعني "الله معنا". وهذا الاختلاف الظاهر لا يعد تضاد بل على العكس فإن متى كان يربط بين خلاص الله وحضور الله في شخص يسوع المسيح. وكان الخلاص الذى أتى به المسيح مختلفا كلياً عن الخلاص الاقتصادي والسياسي الذي كان يتمناه اليهود. حيث إن هذا الخلاص قد أتى وتم توصيفه من خلال حضور الله. و هذا الخلاص بدلاً من أن يحرر شعب إسرائيل من الحكم الروماني فقد أسس مملكة جديدة كلياً اجتمع فيها اليهود والأمم في محضر الله. إن خلاص الله جاء بأن يبذل نفسه مكان الآخرين وليس فقط هذا بل قد جاء بسلام يعم ليس فقط بينه وبين البشرية بل بين البشرية نفسها.

التطبيق

- هل تواجه موقف أو ظرف لا يوجد له سوى حل واحد من اثنين؟ إذا كنت كذلك فمن فضلك اقضي وقتا في الصلاة وضع عينيك على الله فقد يقودك إلى حل أخر.
- سواء كنت تشعر أو لا تشعر بحضور الله في حياتك، فإن حضوره هو أحد الخصائص المعروفة لخلاص الله للإنسان. كثير من الطرق التي قد تتغير في سلوكك عندما تشعر بحضور الله في حياتك.

الصلاة

ياإلهي القدير والأبدي، إن طرقك ليس مثل طرقي وأفكارك ليست مثل أفكاري. فلترفع أعيُن إيماننا بروحك القدوس حتى نبصر الأهداف التي تريدها منا في هذا العالم وتساعدنا لكى نخطو إليها. في إسم المسيح، أمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6