Fri | 2013.Jan.18

القانون الثوري

إنجيل لوقا 6 : 27 - 6 : 36


محبة الأعداء
٢٧ «لكني أقول لكم أيها السامعون: أحبوا أعداءكم أحسنوا إلى مبغضيكم
٢٨ باركوا لاعنيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم.
٢٩ من ضربك على خدك فاعرض له الآخر أيضا ومن أخذ رداءك فلا تمنعه ثوبك أيضا.
٣٠ وكل من سألك فأعطه ومن أخذ الذي لك فلا تطالبه.
٣١ وكما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا أنتم أيضا بهم هكذا.
٣٢ وإن أحببتم الذين يحبونكم فأي فضل لكم؟ فإن الخطاة أيضا يحبون الذين يحبونهم.
٣٣ وإذا أحسنتم إلى الذين يحسنون إليكم فأي فضل لكم؟ فإن الخطاة أيضا يفعلون هكذا.
٣٤ وإن أقرضتم الذين ترجون أن تستردوا منهم فأي فضل لكم؟ فإن الخطاة أيضا يقرضون الخطاة لكي يستردوا منهم المثل.
٣٥ بل أحبوا أعداءكم وأحسنوا وأقرضوا وأنتم لا ترجون شيئا فيكون أجركم عظيما وتكونوا بني العلي فإنه منعم على غير الشاكرين والأشرار.
رحماء كأباكم
٣٦ فكونوا رحماء كما أن أباكم أيضا رحيم.

محبة الأعداء ( 27 – 35 )
كان اليهود يحتقرون الرومان لأنهم يضطهدونهم. إلا أن الرب يسوع قال لهم أن يحبوا أعداءهم. وقد أبعدت هذه الكلمات الكثيرين عن المسيح. لكن يسوع لم يكن يتكلم عن تبادل العاطفة مع العدو بل عن فعل الإرادة. ولا يمكنك "أن تقع" في مثل هذا النوع من الحب، إذ إنه يتطلب جهدا واعيا. إن محبة العدو معناها العمل لصالحه. نصلي من أجل الأعداء ونفكر في طرق مساعدتهم ، و الله صنع معنا رحمة من خلال عمل المسيح ، فقدم شفقة وعطف وحنو ، ولم يعاملنا كما تعاملنا معه ، وهو يريد منا أن نظهر ذلك للآخرين ، ولا ننتظر المقابل بل نعمل لأجله هو ،فالمحبة معناها أن نفعل ذلك حتى مع من يكرهوننا أو يخططون لأذيتنا. فما نعطيه من مال للآخرين ينبغي أن نعتبره هبة أو عطية وليس على سبيل التعالي أو القرض. عليك أن تقدم العطية كما لو أنك تقدمها لله نفسه ، وقد يبدو الأمر في غاية الصعوبة خاصة مع من يكرهوننا أو تسببوا في أذى شخصي لنا أو يضمرون العداء ، لكن تذكر أنه عندما كنا نحن أعداء الله بالخطية صالحنا ، والموضوع يخرج عن دائرة العواطف لدائرة الإختيار ومن انتظار المقابل لعدم انتظار شئ .

رحماء كأباكم ( 36 )
الأخلاق المسيحية تتأسس على السلوك الغير عادي والغير مألوف بالنسبة لعامة الناس ، ولقد رفض
المسيح الأخلاق العادية والتصرف المعهود لدى عامة الناس ، بقوله أي فضل لكم ، فأحياناً يتصف البعض بأنهم صالحون مثل أقربائهم ووالديهم ، لكن يسوع يقف ويواجه الناس ويقول لهم كم أنتم أفضل من الآخرين؟ لذلك يجب علينا ان لا نقارن نفوسنا بالآخرين حتى وإن كنا على حق ، بل ننظر دائماً لله ،ونكتسب منه صفاته ، فهو يمطر على الأخيار والأشرار ، ويشفق على البشر جميعاً ، ومحبته تتسع للخطاة والمؤمنين ، فهل نكتسب هذه الصفة من أبونا السماوي ؟ فيعطينا فضيلة الرحمة لأنه رحمنا ويرحمنا دائماً .

التطبيق

في معاني كلمة محبة هناك أمور عاطفية خاصة بالحبيبين، وهناك أ مور خاصة بعلاقة الأقارب والأصدقاء .لكن المقصود بالمحبة هنا هي الإحسان للآخرين والشفقة عليهم حتى لو أساءوا إلينا وأبغضونا ،المتعارف عليه عند الفلاسفة ومعلمي الأخلاق أن قمة الذوق والأخلاق أن لا تفعل مع الآخرين ما لا تحب أن يفعلوه معك وهذه هي طريقة الإحجام ،لكن هنا يضيف المسيح تحدي إيجابي ، لذلك فتش في داخلك عن الناس الذين لا تحبهم ، واكتب اسمائهم وأبدأ الصلاة لأجلهم ثم اختار اسماً أو اثنين وقرر أن تعمل معه فعل محبة هذا الأسبوع ، واطلب من الله أن يقوي إرادتك .

الصلاة

يارب أشكرك لأنك مصدر كل عطف وشفقة ومحبة ورحمة ، أحببتنا دون فضل فينا أو شئ صالح فعلناه لك ، فساعدني لأحب الآخرين كما علمتني ،من ذاتي لا أستطيع لكن أطلب نعمة من يسوع بالروح القدوس،يارب أضع أمامك فلان.... أنت تعلم أني كإنسان لا أستطيع أن أحبه أوأطلب من أجله الخير ، الآن أطلب قوة لأتمكن من عمل محبة الله ، ولا أنتظر المقابل ،قوي إرادتي وأسكب في محبة يسوع ، وساعدني لأمشي عكس الميل الطبيعي ، ولا أعتمد على ما تقوله لي مشاعري في اسم المسيح آمين .



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6