Fri | 2013.Feb.15

الضيافة والملكوت

إنجيل لوقا 14 : 7 - 14 : 24


تواضع و ضيافة
٧ وقال للمدعوين مثلا وهو يلاحظ كيف اختاروا المتكآت الأولى:
٨ «متى دعيت من أحد إلى عرس فلا تتكئ في المتكإ الأول لعل أكرم منك يكون قد دعي منه.
٩ فيأتي الذي دعاك وإياه ويقول لك: أعط مكانا لهذا. فحينئذ تبتدئ بخجل تأخذ الموضع الأخير.
١٠ بل متى دعيت فاذهب واتكئ في الموضع الأخير حتى إذا جاء الذي دعاك يقول لك: يا صديق ارتفع إلى فوق. حينئذ يكون لك مجد أمام المتكئين معك.
١١ لأن كل من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع».
١٢ وقال أيضا للذي دعاه: «إذا صنعت غداء أو عشاء فلا تدع أصدقاءك ولا إخوتك ولا أقرباءك ولا الجيران الأغنياء لئلا يدعوك هم أيضا فتكون لك مكافاة.
١٣ بل إذا صنعت ضيافة فادع المساكين: الجدع العرج العمي
١٤ فيكون لك الطوبى إذ ليس لهم حتى يكافوك لأنك تكافى في قيامة الأبرار».
الوليمة والملك
١٥ فلما سمع ذلك واحد من المتكئين قال له: «طوبى لمن يأكل خبزا في ملكوت الله».
١٦ فقال له: «إنسان صنع عشاء عظيما ودعا كثيرين
١٧ وأرسل عبده في ساعة العشاء ليقول للمدعوين: تعالوا لأن كل شيء قد أعد.
١٨ فابتدأ الجميع برأي واحد يستعفون. قال له الأول: إني اشتريت حقلا وأنا مضطر أن أخرج وأنظره. أسألك أن تعفيني.
١٩ وقال آخر: إني اشتريت خمسة أزواج بقر وأنا ماض لأمتحنها. أسألك أن تعفيني.
٢٠ وقال آخر: إني تزوجت بامرأة فلذلك لا أقدر أن أجيء.
٢١ فأتى ذلك العبد وأخبر سيده بذلك. حينئذ غضب رب البيت وقال لعبده: اخرج عاجلا إلى شوارع المدينة وأزقتها وأدخل إلى هنا -المساكين والجدع والعرج والعمي.
٢٢ فقال العبد: يا سيد قد صار كما أمرت ويوجد أيضا مكان.
٢٣ فقال السيد للعبد: اخرج إلى الطرق والسياجات وألزمهم بالدخول حتى يمتلئ بيتي
٢٤ لأني أقول لكم إنه ليس واحد من أولئك الرجال المدعوين يذوق عشائي».

تواضع الضيافة ( 7 – 14 )
اختار المسيح مثلاً من الحياة اليومية ليرسم به حقيقة أبدية فقال : إن أتى رجل في وليمة مبكراً واحتكر مكان الصدارة في مقعده وأتى بعده من هو أفضل منه،يأتي صاحب الوليمة ويقول لللأول أعط مكاناً لهذا ،فيبتدئ بخجل يأخذ الوضع الأخير ،وإن اتخذ إنسان الموضع الذي لا يليق بكرامته لابد أن صاحب المكان سيدعوه إلى مكان أعظم فيكون له كل الاكرام ، فالتواضع هو الذي يخلق أعظم الرجال ،فمهما عرفنا فهو قطرة من محيط ، ومهما بلغنا من خبرة ،فما زلنا فقراء جداً، فهل نسلك بتواضع وأيضاً يشدد المسيح على أهمية دوافع العطاء ،فلا يصح أن نعطي كمجبرين أو متضررين أو رغبة في المنفعة أو الرغبة في الإحساس بالعظمة والتعالي ،فمن يعطي وهو لا ينتظر شيئاً ستكون مكافأته أكيدة ومؤكدة ،والعطاء الحقيقي والأمثل هو الذي يرتكز على المحبة بدون حساب وعدم انتظار الجزاء ، فهل نعطي وكيف نعطي ؟

الوليمة والملك ( 15 – 24 )
في فلسطين كانوا يعلنون مقدماً عن الولائم ويوم إقامتها ،ثم يرسلون الدعاوي وينتظرون الإجابة عليها،ولكنهم لا يحددون ساعة معينة لإقامة الوليمة .وعند حلول اليوم المتفق عليه ،وبعد أن يصير الاستعداد تاماً وكاملاً في كل شئ ، يرسلون العبيد ليدعوا المدعوين وكان الرفض في يوم الوليمة إهانة كبرى في حق المضيف ،وفي هذا المثل نجد أن السيد هو الرب الإله ،واليهود هم المدعوون .وكانوا كل أيامهم ينتظرون يوم وليمة الرب. ولكن عندما جاء اليوم رفضوا الدعوة، والفقراء هم الذين مثلوا العشارين والخطاة الذين رحبوا بيسوع بينما نبذه ورفضه اليهود .تجمع العشارون والخطاة من الأزقة ،كما تجمع مثلهم الأمم للوليمة السماوية حيث وجدوا مكاناً في ملكوت الله ، بينما قدم المدعوون أعذاراً واهية ، منهم من ادعى المشغولية ،فهو مشغول بالعالم حتى لا يكون له وقت للعبادة والشركة المقدسة ،والثاني من يدعي وجود شئ جديد لرفض صوت المسيح مثل عمل جديد أو سيارة جديدة بدلاً من أن يذهب بها للكنيسة يذهب بها رحلة في يوم الكنيسة ، والعذر الثالث هو الانشغال بالبيت وخدمته أكثر من خدمة بيت الله وأسرة الله والتمحور حول الذات ، فإن كان الله يدعوك اليوم فلا تقدم أعذاراً واهية بل تجاوب مع صوته .

التطبيق

التواضع موقف القلب ،فاختبر قلبك أمام الله ،واعترف بكل موقف كبرياء في الداخل
فكر في آخر مرة أعطيت فيها لشخص أو لمكان ،هل تعرف ماهو الدافع ؟ اختبر دوافعك أمام الله واطلب منه أن يمنحك محبة وقوة ، فتعطي ولا تنتظر مقابل أو يكون هناك غرض ما .
الله يدعوك فتجاوب مع الدعوة ،اعترف بكل عذر منعك عنه قبل ذلك ، واطلب معونة

الصلاة

يارب أبارك اسمك لأجل محبتك العظيمة ، أحببتني ولم أفعل شئ يستحق الحب ،لكن هذا هو غنى نعمتك الفائق اسكب من محبتك في قلبي فاستطيع أن أحب الآخرين ،نزلت لأرضنا وجئت إلينا بالتجسد وعلمتنا التواضع أعطني أن أصل للناس ولا تعوقني ذاتي ،ساعدني لتكون عطاياك في حياتي سبب للقرب منك وليس عذر للانشغال بها عنك في اسم المسيح آمين .

Feb | 01 02 03 04 05 06 07 08 09 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31


أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6