تعلم الصلاة ( 1- 4 )
اعتاد المعلم اليهودي أن يعلم تلاميذه صلاة مبسطة يستخدمونها دائماً ، وهذا ما عمله يوحنا مع تلاميذه، لذلك أتى تلاميذ يسوع وسألوه أن يعلمهم كيف يصلون ؟ فبدأ يعلمهم دعوة الله أباً ،وهذه هي الخاصية المسيحية لمخاطبة الله وتكشف عن عظمة الله أنه أب يسر أن يمد أولاده بما يحتاجون ، ويجب ملاحظة الترتيب في الصلاة الربانية ، فقبلما نسأل ماهو لأنفسنا يجب أن نسأل ماهو لمجد الله ، وأن نقدم له الاحترام اللائق به ،إن تمجيد الله أولا يضعنا في الإطار الذهني السليم لنطلب منه احتياجاتنا. وكثيرا ما تكون صلواتنا كلها طلبات، أكثر منها حوار وحديث . ولا يمنع أن نطلب بعد ذلك خبزاً لليوم ، وغفران لخطايانا ، والحفظ في التجارب القادمة ، فالصلاة كما علمها لنا يسوع توقظ فينا كل الأشواق المقدسة ، وتقودنا لطريق الصلاة الصادقة .

لجاجة الصلاة ( 5 – 13 )
اعتاد المسافرون في فلسطين أن يسافروا في الليل أو آخر النهار هروباً من الحرارة الشديدة التي تشع من شمس النهار ، وتحكي القصة عن مسافر وصل لبيت صديقه في منتصف الليل ، والضيافة في الشرق واجب مقدس ، كما لابد أن يكون أمام الضيف من الطعام أكثر من احتياجه ، و كانوا يعدون الخبز في المنازل والقرى يوماً بيوم ، وكانت بعض البيوت صغيرة جداً عبارة عن غرفة بها نافذة ، فمعنى هذا أن الضيف عندما يأتي في المساء فيقلق راحة أهل البيت وربما هذا ما جعل صاحب البيت يتأخر في أن يفتح لسائله الباب ،ولكن السائل ظل يقرع بلجاجة مقلقة حتى استيقظ صاحب البيت وفتح الباب ، والكلمة لجاجة في اليونانية تعني الاستمرار الذي لا يخجل ، الله هو الآب السماوي الذي يحب أولاده وبناته ، ويحب أن يعطيهم عطايا جيدة في حينه ، فلا نتوقف عن الصلاة بل لنثابر عليها .