Sun | 2013.Oct.20

ليس عادلا، ولكن سخيا

إنجيل متى 20 : 1 - 20 : 16


يبحث الله عن البشر
١ «فَإِنَّ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ يُشْبِهُ رَجُلاً رَبَّ بَيْتٍ خَرَجَ مَعَ الصُّبْحِ لِيَسْتَأْجِرَ فَعَلَةً لِكَرْمِهِ،
٢ فَاتَّفَقَ مَعَ الْفَعَلَةِ عَلَى دِينَارٍ فِي الْيَوْمِ، وَأَرْسَلَهُمْ إِلَى كَرْمِهِ.
٣ ثُمَّ خَرَجَ نَحْوَ السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ وَرَأَى آخَرِينَ قِيَامًا فِي السُّوقِ بَطَّالِينَ،
٤ فَقَالَ لَهُمُ: اذْهَبُوا أَنْتُمْ أَيْضًا إِلَى الْكَرْمِ فَأُعْطِيَكُمْ مَا يَحِقُّ لَكُمْ. فَمَضَوْا.
٥ وَخَرَجَ أَيْضًا نَحْوَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ وَالتَّاسِعَةِ وَفَعَلَ كَذلِكَ.
٦ ثُمَّ نَحْوَ السَّاعَةِ الْحَادِيَةَ عَشْرَةَ خَرَجَ وَوَجَدَ آخَرِينَ قِيَامًا بَطَّالِينَ، فَقَالَ لَهُمْ: لِمَاذَا وَقَفْتُمْ ههُنَا كُلَّ النَّهَارِ بَطَّالِينَ؟
٧ قَالُوا لَهُ: لأَنَّهُ لَمْ يَسْتَأْجِرْنَا أَحَدٌ. قَالَ لَهُمُ: اذْهَبُوا أَنْتُمْ أَيْضًا إِلَى الْكَرْمِ فَتَأْخُذُوا مَا يَحِقُّ لَكُمْ.
الله صالح دائما
٨ فَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ قَالَ صَاحِبُ الْكَرْمِ لِوَكِيلِهِ: ادْعُ الْفَعَلَةَ وَأَعْطِهِمُ الأُجْرَةَ مُبْتَدِئًا مِنَ الآخِرِينَ إِلَى الأَوَّلِينَ.
٩ فَجَاءَ أَصْحَابُ السَّاعَةِ الْحَادِيَةَ عَشْرَةَ وَأَخَذُوا دِينَارًا دِينَارًا.
١٠ فَلَمَّا جَاءَ الأَوَّلُونَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ يَأْخُذُونَ أَكْثَرَ. فَأَخَذُوا هُمْ أَيْضًا دِينَارًا دِينَارًا.
١١ وَفِيمَا هُمْ يَأْخُذُونَ تَذَمَّرُوا عَلَى رَبِّ الْبَيْتِ
١٢ قَائِلِينَ: هؤُلاَءِ الآخِرُونَ عَمِلُوا سَاعَةً وَاحِدَةً، وَقَدْ سَاوَيْتَهُمْ بِنَا نَحْنُ الَّذِينَ احْتَمَلْنَا ثِقَلَ النَّهَارِ وَالْحَرَّ!
١٣ فَأجَابَ وَقَالَ لِوَاحِدٍ مِنْهُمْ: يَا صَاحِبُ، مَا ظَلَمْتُكَ! أَمَا اتَّفَقْتَ مَعِي عَلَى دِينَارٍ؟
١٤ فَخُذِ الَّذِي لَكَ وَاذْهَبْ، فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُعْطِيَ هذَا الأَخِيرَ مِثْلَكَ.
١٥ أَوَ مَا يَحِلُّ لِي أَنْ أَفْعَلَ مَا أُرِيدُ بِمَا لِي؟ أَمْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةٌ لأَنِّي أَنَا صَالِحٌ؟
١٦ هكَذَا يَكُونُ الآخِرُونَ أَوَّلِينَ وَالأَوَّلُونَ آخِرِينَ، لأَنَّ كَثِيرِينَ يُدْعَوْنَ وَقَلِيلِينَ يُنْتَخَبُونَ».

يبحث الله عن البشر (20: 1 - 7 )
إن الشخصية الرئيسية في هذا المثل هو مالك الأرض، وهو أيضا الشخص الذي تدور حوله الأحداث . حيث يقوم مالك الأرض هنا بمعظم الأفعال ، فهو يخرج عدة مرات للعثورعلى العمال للعمل بكرمه. و هو أيضا الذي يقوم بالمبادرة ويدفع أجرا عادلا للعمال.
ويكمننا أن نرى هنا أن مالك الأرض يمثل الله في هذا المثل ، فهو يبين لنا بعض صفات وسمات الله. حيث فعل الله تماما ما فعله مالك الأرض، فهو من يبحث عن البشر في العالم ليأتي بهم إلى داخل منزله – عادة ما كان يوجد كروم العنب في بيوت الشرق القديمة . أيضا يقوم الله بالمبادرة في تشكيل العلاقات مع الناس، كما إنه من يكافئ خدامه بأمانه، حسب " مَا يَحِقُّ " (عدد 4 ). يضفي هذا المثل قيمة لمبدأ اختيار الله لشعبه ، ولكن لأنها حكاية رمزية وليست تعليما مباشرا، لذا فهي أقل تأثيرا عن النصوص الكتابية الأخرى

الله صالح دائما ( 20 : 8 – 16 )
إنه من الأمر المنطقي بناء على نظرة العالم، أن يشعر العمال الذين تم تعيينهم في الأول أنه تم معاملتهم معاملة غير عادلة. حيث إنهم قاموا بعمل أكثر من الآخرين ولكنهم تلقوا نفس المقابل . حيث يعلمنا العالم أن أولئك الذين يعملون أكثر يجب أن يُدفع لهم أكثر. ومع ذلك، فالله يعمل على أساس مبدأ مختلف. حيث إنه لا يكافئ الشعب استناداً إلى ما يستحقه، أو ما حققه من مكسب ، لكن استناداً إلى ما اختار الله أن يعطيه لهم بناء على سيادته ورحمته ونعمة. حيث إن إذا كنا نكافأ على أساس الجدارة، لكفأنا جميعا بالموت والعذاب الأبدي في الجحيم، لأن أجرة الخطيئة هي الموت (رومية 06:23). فلم يكن مالك الأرض في هذا المثل مضطرا بالمرة إلى استئجار العمال والدفع لهم . فكان يمكن أن يتركهم في فقرهم،بلا عمل. حيث حصولهم على أي شيء كان في حد ذاته هبه سخية.

التطبيق

-يجب أن نعد أنفسنا مباركين تماما مثل الأشخاص الذين بلا عمل عندما يجدون وظيفة، حتى لو كانت وظيفة تستغرق يوما واحداً. وذلك لأنه قد تم دعوتنا من قبل الله لندخل كرمه.
-لا يزال الله صالحا و لم يفعل شرا ، حتى إذا كان كل ما لدينا في هذه الحياة هو الألم والمعاناة. حيث إن الحياة في حد ذاتها هدية، ومعرفة المسيح هي نعمة نحن لا نستحقها. الله يعطي ويأخذ.

الصلاة

الإله صاحب السيادة، أنت الله من يعطي ومن يأخذ بعيداً. فليتبارك إسمك. فأنا لم أفعل شيئا لأستحق هبة الحياة، ولا سيما الحياة الأبدية التي في يسوع المسيح. اجعلني شاكرا دائما على نعمتك، وأن لا أتذمر ضدك أبداً. في إسم يسوع. أمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6